يُعد فن العيالة تراثاً ثقافياً عريقاً، يُمارس في دولة الإمارات العربية المتحدة وشمال غرب سلطنة عُمان، حيث يُعبر عن الأصالة والوحدة، ويجمع الأفراد من مختلف الأعمار، ويصطف حوالي عشرون رجلاً في صفين متقابلين، حاملين عصي الخيزران الرفيعة، ويتحركون في تناغم على إيقاع الدفوف والطبول.
تُضفي الموسيقى الحماسية على العرض روحاً نابضة بالحياة، وتجذب الحضور، وتعزز أجواء الاحتفال، ويُبرز العيالة تاريخاً ثقافياً غنياً، ويعكس قيم المجتمع التقليدية، كما يرمز إلى الفخر والشجاعة، وتُؤدى الحركات بتناغم دقيق، تُحاكي المعارك القديمة، وتُظهر براعة المؤدين، وتُعد الأبيات الشعرية جزءاً أساسياً من العرض، حيث تُردد بصوت جماعي، وتعزز الروابط الاجتماعية.
تُمثل العيالة أكثر من مجرد عرض فني، فهي تُجسد الترابط المجتمعي، وتضم جميع الفئات والطبقات، وتُقام في الأعراس والمناسبات الوطنية، لتحيي ذكرى التقاليد، وتُعزز الهوية الثقافية، وتُشكل جسراً بين الأجيال، حيث تُنقل عبر الممارسة، وتحافظ على الإرث الحضاري، وتُرسخ في أذهان الشباب قيم الأجداد.
يُعبر فن العيالة عن روح التضامن، حيث يجمع الأفراد في احتفالات مبهجة، ويعزز الانتماء الوطني، وتُردد الأبيات الشعرية قيم الكرم والشجاعة، وتحيي قصص الأجداد، وتُلهم الشباب، ويُعد الفن شاهداً على التاريخ، يحمل في طياته حكايات الماضي، ويربط الحاضر بالتراث.
أُدرج فن العيالة في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي عام 2014، مما أكسبه مكانة عالمية، وعُرف كرمز ثقافي مشترك، ويُساهم هذا الإدراج في حمايته، وتشجيع توثيقه، ويُبرز أهميته الإنسانية، وتُظهر هذه الخطوة التزام الإمارات وعُمان بالحفاظ على تراثهما، وتعزز مكانتهما، وتُبرز تنوعهما الثقافي.
تُواجه العيالة تحديات الحداثة، وتتطلب جهوداً مستمرة للحفاظ عليها، وتشجيع تعليمها في المجتمعات، وتُنظم مهرجانات وورش عمل، لتعزيز حضورها، وتشجيع الشباب على المشاركة، وتساهم هذه المبادرات في استدامتها، وتحافظ على إرثها، لتضمن بقاءها للأجيال القادمة.
يُشكل فن العيالة رمزاً للوحدة الثقافية، ويجمع بين الإمارات وعُمان، ويُبرز إبداعهما الفني، وتستمر العيالة في إلهام المجتمعات، وتُعبر عن تاريخها العريق، وتُحيي قيم الترابط، ويبقى هذا الفن شاهداً على ثراء التراث، ويعزز الفخر الوطني، ويربط الأجيال بالماضي.