تحافظ الصناعات السعفية في ليبيا على إرث تقليدي عريق يعتمد على نخيل التمر لصنع منتجات متنوعة، من الحصائر والأطباق والسلال إلى الأثاث الخفيف والأكفان، وتظل هذه الحرف جزءًا من الهوية الثقافية والاقتصادية للمجتمعات المحلية رغم تحديات العصر الحديث.
تصنع المفروشات المنزلية من السعف لتشمل الحصائر والسجاد وأغطية الأرض، بينما تُستخدم الأدوات المنزلية مثل الأطباق والحقائب والأواني والسلال في الحياة اليومية، ويُصنع الأثاث والديكور مثل الكراسي والأسرة والمراوح اليدوية، كما تُستغل المواد لصناعة المكانس، والقوارب الصغيرة، وشباك الصيد، ما يعكس تنوع الاستخدامات العملية والجمالية لهذه الحرف.
ركزت مدينة غدامس على صناعة أبواب وأسقف من مشتقات نخيل التمر، لتشكل مصدر دخل رئيسي للسكان، بينما حافظت غات على تقليد السعفيات عبر إنتاج أدوات منزلية متعددة، وساهمت سبها من خلال شركة “سعفة للصناعات التقليدية” في الحفاظ على التراث وتوفير فرص تعليمية لتعلم هذه الحرفة.

واجهت الصناعات السعفية تحديات عدة، أبرزها نقص الاهتمام والتسويق، وصعوبة منافسة المنتجات الصناعية المستوردة، إلى جانب تراجع انتشارها في المدن الكبرى بسبب التحضر، لكنها تظل حية في القرى والمناطق الريفية حيث تمثل جزءًا من الحياة اليومية للناس.
سعت بعض المبادرات إلى إحياء هذه الحرف من خلال تعزيز تسويق المنتجات محليًا ودوليًا، وتشجيع التصدير بما يسهم في الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل، إلى جانب الاستفادة من كونها منتجات صديقة للبيئة ومستدامة، ما يمنحها ميزة تنافسية على المنتجات المصنعة.
تعكس الصناعات السعفية قدرة الحرفيين على الابتكار والحفاظ على تقاليد متوارثة، كما تمنح السياح والزوار فرصة للتعرف على جزء أصيل من التراث الليبي، وتجسد العلاقة بين الإنسان وموارده الطبيعية، وتوضح كيف يمكن للحرف التقليدية أن تواكب العصر وتظل عنصرًا اقتصاديًا وثقافيًا مهمًا.
المصدر: العين الإخبارية