الثلاثاء 1447/04/01هـ (23-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المغرب » مرئي » المعالم التاريخية » السور الأندلسي شاهد تاريخي يروي إرث الموريسكيين في الرباط المغربية

السور الأندلسي شاهد تاريخي يروي إرث الموريسكيين في الرباط المغربية

 

امتد السور الأندلسي في الجزء الجنوبي من مدينة الرباط، متجهًا شرقًا حتى نهر بورقراق، وشيد الموريسكيون هذا السور بين عامي 1609 و1614 بعد هجرتهم من الأندلس، ويبرز السور كأحد أبرز الشواهد على تاريخ المدينة الغني وتأثير العمارة الإسلامية الأندلسية في المغرب، ويعد من المعالم التي تروي قصة الهجرة والصمود للموريسكيين.

ضم السور بوابات وأبراجًا دفاعية متينة أبرزها برج سيدي مخلوف، وتتميز الأبراج بتصاميم هندسية معقدة، وكانت تهدف لحماية المدينة من الغزوات الخارجية، كما تعكس زخارف السور الأصالة الأندلسية الممزوجة باللمسات المغربية، ويبرز التنوع الثقافي الذي شكل هوية الرباط عبر القرون، ويجذب السور الباحثين وعشاق التاريخ من داخل المغرب وخارجه.

أدرجت اليونسكو السور ضمن قائمة التراث العالمي عام 2012، ضمن موقع “الرباط، العاصمة الحديثة والمدينة التاريخية”، ويعزز هذا الإدراج مكانة المدينة كوجهة ثقافية عالمية، ويبرز أهمية الحفاظ على هذا الإرث التاريخي من التدهور، ويعمل المسؤولون على تمويل أعمال الترميم المستمرة لمواجهة التآكل الناتج عن العوامل الجوية والتغيرات المناخية.

السور الأندلسي بالرباط: حكاية معلمة تاريخية صامدة - سائح

يمثل السور الأندلسي مثالًا حيًا على المزج بين الطابع المغربي والأصالة الأندلسية، وتكشف الحفريات والتوثيق عن تفاصيل دقيقة عن مراحل البناء وطرق التخطيط العمراني التي اعتمدها الموريسكيون، كما تساعد الدراسات المستمرة في إبراز قصص المجتمع الموريسكي في القرن السابع عشر وأثرهم في تشكيل الحياة الثقافية في الرباط.

يسهم الموقع في تعزيز السياحة الثقافية بالعاصمة المغربية، ويتيح للزوار فرصة التعرف على تاريخ المدينة القديم، كما يعزز الهوية الحضارية للرباط ويشكل رمزًا للتواصل بين الثقافات، وتستمر الجهود في ترميم السور وتوثيق تاريخه، مع التركيز على نقل هذه المعرفة للأجيال القادمة للحفاظ على إرث الموريسكيين كجزء من التراث المغربي المتنوع.

يظل السور الأندلسي شاهدًا حيًا على تاريخ الرباط العريق، ويعزز فخر المغاربة بتراثهم المتنوع، ويجسد قدرة المدينة على الحفاظ على معالمها التاريخية، ويستمر كرمز للتواصل الحضاري بين الأندلس والمغرب، ويشكل مزيجًا فريدًا من الفن المعماري والقيم الثقافية التي تشهد على غنى التاريخ المغربي.

المصدر: سائح

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار