الخميس 1447/04/03هـ (25-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الأردن » مرئي » المعالم التاريخية » السلط الأردنية نموذج للتاريخ العريق والثقافة والتعايش بين الشعوب

السلط الأردنية نموذج للتاريخ العريق والثقافة والتعايش بين الشعوب

 

تزخر مدينة السلط الأردنية بتاريخ زراعي وحضاري يمتد لقرون طويلة، وأسست في القرن الرابع قبل الميلاد خلال عهد الإسكندر المقدوني، واكتسبت مكانة مهمة كحلقة وصل بين الصحراء الشرقية وغرب البلاد، مما عزز دورها التجاري وزاد من تأثيرها الإقليمي.

شهدت المدينة ازدهاراً خلال العهد العثماني، حيث استقطبت تجاراً من سورية ولبنان، وساهم هؤلاء في تنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية، وجعلوا السلط مركزاً نابضاً بالحياة، وتركت هذه التفاعلات الثقافية بصماتها على هوية المدينة التي تجمع بين الأصالة والانفتاح، وتعكس تاريخها الطويل في التجارة والتبادل الحضاري.

تحتضن السلط مبانٍ تاريخية تمزج بين الفن المعماري الأوروبي والتقاليد المحلية، وتعكس تصاميمها الفريدة إرثاً معمارياً غنياً يحكي قصص العصور المتعاقبة، وتبرز هذه الأبنية كشاهد على التطور الحضاري الذي مرت به المدينة، وتظل نقاط جذب سياحية للزوار والباحثين عن التاريخ والمعمار الأصيل.

اليونسكو تدرج مدينة السلط الأردنية على قائمة التراث العالمي

يعكس تاريخ السلط عمق التسامح والتعايش بين سكانها من المسلمين والمسيحيين، وعاش الجميع في وئام، مما جعل المدينة رمزاً للضيافة والتعددية الثقافية، ويظهر هذا التسامح في الأسواق القديمة والأحياء التقليدية التي لا تزال تحتفظ بسحرها، ويجعل المدينة مثالاً على التعايش بين مختلف الثقافات والأديان.

أدرجت اليونسكو مدينة السلط ضمن قائمة التراث العالمي عام 2021 تقديراً لقيمتها الثقافية والتاريخية، ويعكس هذا الإدراج أهمية المدينة كمركز للتسامح والتنوع الحضاري، ويؤكد على دورها في الحفاظ على التراث الإنساني والمادي، ويمنحها مكانة بارزة ضمن المواقع العالمية ذات الأهمية الكبرى.

تستمر السلط في جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم بفضل جمالها الطبيعي وتراثها الغني، وتجمع المدينة بين سحر التاريخ وحيوية الحاضر، مما يجعلها وجهة سياحية وثقافية مميزة، وتروي كل زاوية فيها قصة إنسانية تعكس قيم التعايش والإبداع، وتتيح للزائر تجربة فريدة تجمع بين التعلم والاستمتاع.

تحافظ السلط، بموقعها الاستراتيجي وإرثها الثقافي، على هويتها وسط التغيرات، وتستمر في إلهام الأجيال بقصصها العريقة، وتظل نموذجاً للمدن التي تقاوم الزمن، وتؤكد أن التاريخ يمكن أن يعيش في قلب الحاضر، وتشكل المدينة مرجعية للباحثين والمهتمين بالثقافة والتاريخ على حد سواء.

المصدر: العين الإخبارية

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار