يعبّر الزجل عن التراث الشعري الشعبي اللبناني ويُلقى أو يُغنى في الاحتفالات الاجتماعية والعائلية، كما يظهر في الحياة اليومية لمختلف فئات المجتمع، ويؤديه الرجال والنساء سواء بشكل فردي أو جماعي، ويغطي موضوعات متنوعة تشمل الحب والحنين إلى الماضي، إضافة إلى الأحداث السياسية والاجتماعية، ويعكس هذا الفن قدرة المجتمع على التعبير عن ذاته بلغة فنية سهلة الفهم ومباشرة.
ويستخدم الزجل في المنافسات الشعرية حيث يتجمع الشعراء والموسيقيون أمام الجمهور ليبدؤوا بالإلقاء والغناء على أنغام الدف والدربكة، ويتيح ذلك فرصة لتبادل الأفكار وإظهار المهارات الإبداعية، كما يعمل على تعزيز روح التفاعل بين المؤدين والجمهور، ويشجع على الإبداع الجماعي والفردي في الوقت ذاته، ويعكس الزجل ثقافة التواصل الشفهي التي تربط الأجيال ببعضها.
ويحمل الزجل قيمة اجتماعية كبيرة لأنه يُسهم في نقل التراث والعادات بين الأجيال، ويستعمل في المناسبات الاجتماعية مثل حفلات الزواج والأعياد والمهرجانات الشعبية، كما يُعتبر وسيلة لإحياء الذكريات الجماعية للأحداث التاريخية والسياسية، ويعكس قدرة المجتمع اللبناني على الحفاظ على تقاليده وتطويرها عبر الزمن، ويعزز الانتماء الثقافي ويقوي الروابط بين أفراد المجتمع.
ويظهر الزجل بمختلف الأشكال اللغوية المحلية وله قدرة على المزج بين اللهجات والأساليب الشعرية المختلفة، كما يتميز بالأسلوب المباشر والبسيط الذي يسهل على الجمهور فهمه والاستمتاع به، ويتيح للزجل أن يكون منصة للتعبير عن مشاعر الناس وأفكارهم اليومية، كما يعمل على توثيق الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية في لبنان عبر أداة فنية متميزة، ويشكل جزءاً أساسياً من التراث الثقافي غير المادي.
وتؤكد السلطات الثقافية والمجتمع المحلي أهمية الحفاظ على فن الزجل، ويُقام دورياً ورش عمل لتعليم الأجيال الجديدة أساليب الأداء والإلقاء والغناء، كما يتم تشجيع الشباب على المشاركة في المهرجانات والمنافسات الشعرية، ويعكس ذلك جهود المجتمع في صون التراث ونقله بطريقة حية وتفاعلية، ويؤكد على الدور الكبير للشعر الشعبي في التعبير عن الهوية الثقافية والحفاظ عليها.
المصدر: النهار