يُشكل طبق الثريد القطري جزءاً لا يتجزأ من الموروث الشعبي والتراثي لمنطقة الخليج العربي، وليس مجرد وجبة عادية تُقدم على المائدة، بل هو رمز للأصالة، ويجمع هذا الطبق التقليدي بمهارة فائقة بين بساطة المكونات المستخدمة والغنى الفريد في النكهات، مما جعله وجبة أساسية حاضرة بقوة في التجمعات والمناسبات العائلية الخاصة.
يتميز الثريد بكونه وجبة متكاملة العناصر الغذائية والذوقية، حيث يضم الخبز العربي الرقيق مع قطع اللحم والخضار الطازجة، وكلها تُطهى في مرق واحد دافئ، وتكمن جاذبية هذا الطبق التاريخي في قدرته المدهشة على الجمع بين الطابع التراثي العريق واللمسة المتقنة في التقديم العصري، مما يحافظ على مكانته.
يُروى أن الثريد من أقدم الأطباق التي عرفتها المنطقة العربية، وقد حظي بذكر كريم في كتب التراث والحديث الشريف، ليعكس قيمته التاريخية والاجتماعية الرفيعة، وارتبط الثريد في قطر بالعديد من العادات والتقاليد الاجتماعية الأصيلة، إذ كان يُعتبر وجبة رئيسية على موائد الأسر، وانتقلت وصفته جيلاً بعد جيل، ليصبح رمزاً لدفء العائلة.
يُصنف الثريد من الناحية الغذائية كوجبة متكاملة عالية القيمة، فهو يمد الجسم بالبروتينات الأساسية التي يوفرها لحم الغنم الطازج، وهي ضرورية لبناء الأنسجة، ويحتوي الطبق على الألياف والفيتامينات المتعددة المستمدة من الخضار مثل البطاطس والجزر والكوسة والطماطم، والتي تدعم صحة الجهاز المناعي.
يُضيف الخبز العربي الرقيق الكربوهيدرات المعقدة إلى الوجبة، بينما تساهم الزيوت والسمن في توفير الدهون الصحية، لتمنح هذه التركيبة الجسم طاقة عالية، وتساعد هذه الوجبة المتوازنة على الشعور بالشبع لفترة زمنية طويلة، مما يجعلها خياراً مثالياً ومغذياً، خاصة في الأجواء الباردة.
يتطلب إعداد الثريد القطري الأصيل لحم غنم طازجاً مقطعاً مع العظم، بالإضافة إلى البصل المفروم والطماطم، ومكعبات البطاطس ودوائر الجزر، وتُضاف إلى المزيج الكوسة والثوم المفروم ومعجون الطماطم، بالإضافة إلى خبز الرقاق القطري الرقيق أو أي خبز عربي بديل، ليتم تسخين المرق.
يُسخن في بداية التحضير قليل من الزيت أو السمن في قدر كبير على النار، ثم يُضاف إليه البصل المفروم ويُقلب حتى يذبل ويكتسب لوناً ذهبياً جميلاً، ويُتبع ذلك بإضافة قطع اللحم الطازج، وتُقلب حتى يتغير لونها وتُحمص قليلاً، وهي خطوة أساسية لتعزيز عمق النكهة في المرق لاحقاً.
تُضاف بعد ذلك المكونات المتبقية، حيث يُسكب الثوم المفروم ومعجون الطماطم، مع الطماطم المقطعة الطازجة، ويُحرك الخليط ببطء لتمتزج النكهات بشكل متجانس، وتوضع البطاطس والجزر والكوسة مع البهارات المشكلة الأساسية مثل الكركم والكمون والقرفة والهيل والقرنفل، بالإضافة إلى الملح والفلفل الأسود.

يُسكب الماء الساخن بعناية فوق الخليط حتى يغمر المكونات بالكامل، ثم يُترك القدر على نار هادئة إلى متوسطة لمدة تقترب من ساعة كاملة، تُمكن هذه الفترة الطويلة اللحم من النضج التام، وتسمح للخضار بالذوبان الجزئي في المرق، مما يُعطي المرق قواماً سميكاً وغنياً بالنكهة المركزة.
يُرص في صينية التقديم الواسعة خبز الرقاق أو الخبز العربي الرقيق بعد تقطيعه إلى قطع صغيرة، وهي قاعدة الطبق الرئيسية التي ستتلقى المرق الحار، يُسكب المرق الغني ببطء فوق قطع الخبز، ويُترك لوقت قصير حتى يتشرّب الخبز النكهة بالكامل ويصبح طرياً ومغمساً.
يُرتب اللحم والخضار بعد ذلك بعناية فوق الخبز المغموس بالمرق، ويُزين الطبق بالكزبرة الطازجة المفرومة، ليعطي لوناً أخضراً ويزيد من جاذبية المظهر، ويُعد استخدام اللحم الطازج عالي الجودة سراً لنجاح الثريد، إلى جانب الطهي الهادئ الذي يضمن استخلاص كل النكهات من عظم اللحم.
يُحافظ الثريد على مكانته كخيار مثالي للعائلات، حيث يُقدم كطبق جماعي، ويعكس الكرم الخليجي وروح الاجتماع حول مائدة واحدة، متجاوزاً كونه مجرد وصفة، ويُظهر التطور في أسلوب التقديم، من الأطباق الجماعية إلى الفردية، تماشي الطبق مع متطلبات المائدة الحديثة، دون المساس بجوهره.
يُساهم تطبيق “ودام”، التطبيق الأول لتوصيل اللحوم في قطر، في تسهيل عملية تحضير الثريد، حيث يوفر للمستخدمين إمكانية طلب لحم الغنم الطازج بالعظم، بجودة عالية، ويضمن هذا التطبيق وصول أفضل أنواع اللحوم الطازجة مباشرة إلى المنزل، مما يضمن أن الوصفة ستكون فاخرة ومذاقها مميز في كل مرة.
يُجسد الثريد القطري بذلك حكاية تراثية فريدة، تدمج بين الماضي الأصيل والحاضر المبتكر، مقدماً وجبة متكاملة تجمع بين النكهة والفائدة الصحية العاليةن ويبقى الحصول على اللحم الطازج هو الخطوة الأولى لضمان إتقان الطبق، ومع خدمة “ودام” أصبح تحضير الثريد أسهل وأسرع، للحصول على نتيجة احترافية.
المصدر: ودام