الأربعاء 1447/03/18هـ (10-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » سوريا » مرئي » المعالم التاريخية » البيمارستان الأرغوني.. رمز الرعاية الصحية التاريخية في حلب القديمة

البيمارستان الأرغوني.. رمز الرعاية الصحية التاريخية في حلب القديمة

يُبرز البيمارستان الأرغوني في حلب الرعاية الصحية التاريخية بوضوح، إذ بُني عام 1354م على يد أرغون الكاملي ويُعد شاهدًا على تطور الخدمات الطبية في العصر المملوكي، ويضم ثلاثة أجنحة رئيسية متخصصة، فالأول مخصص للحالات الخطيرة والثاني للأمراض العادية والثالث للنساء مع قسم للنقاهة، ويعكس هذا التنظيم اهتمام المماليك بالطب والرعاية الصحية للمرضى بشكل متقدم.

أُدرج البيمارستان الأرغوني في قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 1986، ويُشكل جزءًا مهمًا من مدينة حلب القديمة، ويُبرز هذا التسجيل قيمته الثقافية العالمية، ويُجسد الموقع التزام المدينة بتقديم الرعاية الطبية ويجذب الباحثين والسياح المهتمين بالتراث، كما يعزز الهوية الثقافية لسكان حلب ويعتبر نموذجًا حيًا لفهم تطور الرعاية الصحية في العصور الوسطى.

البيمارستان الأرغوني...شاهد على تاريخ مجيد

تُظهر التصاميم المعمارية للبيمارستان براعة المماليك في العمارة، إذ تحمل الزخارف طابعًا فنيًا إسلاميًا مميزًا، وتعد مصدرًا مهمًا لدراسة التاريخ الطبي والتنظيم الصحي القديم، وتُعكس روح الابتكار في تقسيم الأجنحة وتجهيزها بما يلبي احتياجات المرضى، ويعكس ذلك مستوى عالٍ من الاهتمام بالجانب الإنساني والعلمي في المجتمع الحِلبي خلال الفترة المملوكية.

تواجه البيمارستان تحديات كبيرة بسبب الأضرار الناتجة عن النزاعات الأخيرة، وقد بُذلت جهود مكثفة لترميمه وحمايته، إذ تُنفذ الجهات المعنية مشاريع لإعادة تأهيل المبنى مع التركيز على استعادة الأجنحة والزخارف التاريخية، كما تشجع هذه المشاريع على توثيق التفاصيل المعمارية والاحتفاظ بالمستوى الأصلي من التصميم، ويُمثل الموقع رمزًا للإنسانية والعلم ويُعيد سرد قصة الرعاية الطبية في العصور الوسطى.

حلب.. البيمارستان الأرغوني

تلهم زيارة البيمارستان الأرغوني الأجيال لفهم تاريخهم الطبي وتُشجع الشباب على دراسة التراث المملوكي، ويُشكل الموقع جسرًا يربط الماضي بالحاضر، إذ يُبرز إبداع المماليك في تنظيم المشافي ويُوفر تجربة ثقافية وتاريخية شاملة للزوار، كما تسهم جهود الحفاظ على المبنى في تعزيز الوعي بأهمية التراث العالمي، ويظل البيمارستان شاهدًا حيًا على عظمة حلب التاريخية وإرثها الحضاري في المجال الطبي.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار