يحافظ المطبخ الإماراتي على مكانته الغنية بالأطباق التقليدية التي تعكس روح التراث المحلي، ويأتي طبق “البلاليط” في مقدمة هذه الأكلات التي تجمع بين المذاق الحلو والمالح في توازن فريد يميز المائدة الإماراتية منذ عقود.
ويعد هذا الطبق من الوجبات التي لا تغيب عن البيوت، خصوصًا في المناسبات والأعياد وشهر رمضان، إذ يرتبط في الذاكرة الشعبية بالإفطار الصباحي بعد صلاة العيد أو في الأيام الأولى من الشهر الكريم، لما يحتويه من نكهات تجمع البساطة والأصالة.
ويتميز طبق البلاليط بتكوينه غير المعتاد، إذ يجمع بين الشعيرية المحلاة ومزيج من ماء الورد والقرفة والزعفران، ما يمنحه لونًا ذهبيًا ورائحة مميزة، وتوضع فوقه قطعة رفيعة من الأومليت أو البيض المقلي لتضفي عليه لمسة مالحة تعزز توازنه في المذاق.
ويعتبر البلاليط من الأطباق التي تجمع العائلة حول المائدة، حيث يُقدَّم عادة في الصباح كوجبة خفيفة تمنح طاقة ونشاطًا، كما يُقدَّم للضيوف في المناسبات ترحيبًا بهم.

ويُعد هذا الطبق مثالًا على التنوع الذي يميز المطبخ الإماراتي في قدرته على المزج بين المكونات الشرقية التقليدية والنكهات المحلية الأصيلة التي ورثها الإماراتيون عن أجدادهم.
ويبدأ تحضير البلاليط بغلي الشعيرية حتى تنضج نصف نضج، ثم تُصفى ويُضاف إليها مزيج السكر وماء الورد والزعفران والقرفة لتتشرب النكهات ويصبح لونها ذهبيًا مائلًا إلى البني الفاتح.
وبعد أن تتماسك الشعيرية قليلًا، تُقدَّم في طبق واسع وتُوضع فوقها طبقة من البيض المقلي الرقيق، ويمكن تزيينها بالفستق المجروش أو الزبيب حسب الرغبة، لتصبح جاهزة للتقديم بمظهر يفتح الشهية ويعكس الجمال البسيط للأكل الشعبي الإماراتي.
ويشير الجناحي إلى أن البلاليط في بعض مناطق الدولة يُحضّر بطريقة تميل إلى الحلاوة أكثر، بينما في مناطق أخرى يضاف إليه القليل من الفلفل أو الملح لخلق توازن أقرب إلى المذاق المالح، ما يجعل الطبق يحمل طابعًا محليًا متنوعًا في تفاصيله الصغيرة.
كما أن الزعفران المستخدم فيه يعد من أغلى التوابل وأكثرها استخدامًا في المطبخ الإماراتي القديم، لما يضفيه من لون مبهج ورائحة فاخرة تعبر عن كرم الضيافة الإماراتية.
ويرى المهتمون بالموروث الشعبي أن طبق البلاليط لم يفقد مكانته رغم دخول المأكولات الحديثة إلى البيوت الإماراتية، إذ ما زال يحتفظ برونقه ومكانته في الذاكرة الغذائية، ويظل رمزًا للبساطة التي تجمع بين الأصالة والذوق الرفيع، ما يجعله طبقًا يحمل في نكهته حكاية من التراث.
المصدر: العين الإخبارية