ارتسمت “البستة البحرينية” كأحد الألوان الغنائية الزاخرة بالفرح والبهجة، التي تحتل مكاناً خاصاً في طقوس الأعراس بالبحرين، تعد هذه الأغاني شكلاً فنياً مميزاً، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بلحظات الاحتفال الكبرى بعد انتهاء المراسم الرسمية للزفاف.
تتمحور وظيفة فن البستة حول إضفاء جو من السرور والمرح على الحفل، مما يشجع الحضور على التفاعل والمشاركة، تغنى هذه الأناشيد عادةً في الفترة التي تعقب مباشرة زفاف العريس، وهي الفترة المخصصة لتبادل التهاني والرقص والاجتماع.
يتميز فن البستة بإيقاعاته البسيطة والخفيفة، التي يسهل على الجميع التجاوب معها والرقص على أنغامها بعفوية، تعتمد الألحان على جمل موسيقية قصيرة ومكررة، تجعلها سهلة الحفظ والترديد، مما يزيد من شعبيتها وسرعة انتشارها.
يتسم الطابع العام للبستة بالخفة والمرح، مما يجعلها مثالية للأداء الراقص، حيث لا تتطلب حركات معقدة أو تدريبات مسبقة، يشارك في الرقص عليها جميع فئات المدعوين، من كبار وشباب، في جو من التلاحم الاجتماعي والسعادة المشتركة.
تصاحب أغاني البستة بآلات إيقاعية بسيطة ومحلية، مثل الطبول الصغيرة والدفوف، التي تؤمن الإيقاع المطلوب للرقص، تؤدى هذه الأغاني في كثير من الأحيان بوجود فرقة غنائية صغيرة، تضفي على الاحتفال رونقاً خاصاً وحيوية متجددة.
تدور كلمات أغاني البستة في الغالب حول مدح العريس والعروس، وتمنياتهما بحياة سعيدة ومباركة، مع بعض العبارات التي تحث على الفرح والرقص، تعتبر هذه الكلمات بمثابة سجل شفوي للقيم الاجتماعية والجمالية التي يوليها المجتمع للزواج كأهم المناسبات.
تمثل البستة البحرينية عنصراً فعالاً في الحفاظ على التراث الموسيقي الشعبي للمنطقة، وتطويره بشكل يحافظ على جوهره، ينظر إليها على أنها شكل فني يعكس بصدق الروح الودودة والمنفتحة للشعب البحريني في لحظات بهجته الكبرى.
تعد استمرارية هذا الفن حتى يومنا هذا، رغم ظهور الأنماط الموسيقية الحديثة، دليلاً على قوة تأثيره وعمق جذوره في الثقافة المحلية، يحرص الفنانون الشعبيون على تقديم البستة في صور عصرية قليلاً، لكن مع الحفاظ على إيقاعها الخفيف وروحها المرحة.
المصدر: ويكيبيديا
