الأربعاء 1447/04/16هـ (08-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » سلطنة عُمان » غير مرئي » المعالم التاريخية » البرعة في وديان ظفار تراث موسيقي ورقص شعبي عماني متكامل

البرعة في وديان ظفار تراث موسيقي ورقص شعبي عماني متكامل

 

أدى البدو في وديان ظفار بعُمان تقليد البرعة الذي يجمع بين الموسيقى والرقص والشعر، حيث تشكل الرقصة نصف دائرة يشارك فيها من عشرة إلى ثلاثين رجلاً وامرأة، ويُرافق الأداء إيقاعات الطبول ورفع الخناجر في حركات منتظمة.

ويؤدى الراقصون هذه الحركات بأسلوب متقن يعكس الانضباط والمهارة، ويُتوج الأداء بالغناء الجماعي والتصفيق من الحاضرين، ما يضفي طابعاً احتفالياً على المناسبة ويبرز أهمية التواصل الاجتماعي في هذه الفعاليات.

استعرضت كل قبيلة في ظفار نسختها الخاصة من البرعة، حيث تختلف الإيقاعات وحركات الرقص وفق تقاليد كل مجموعة، ويُؤدى التقليد عادة في الأماكن المفتوحة خلال الأعراس واحتفالات الختان والمناسبات الدينية، ويُظهر هذا التنوع الانتماء المحلي والتقاليد الفريدة لكل قبيلة.

ويُبرز البرعة قيم الفروسية والشجاعة والكرم والضيافة التي تمثل جوهر الحياة البدوية في المنطقة، ويعمل الأداء على ترسيخ الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع ويعزز الهوية الثقافية المشتركة.

البرعة" - الفنون الشعبية -

حافظ المشاركون في ظفار على البرعة عبر الأجيال، حيث يتم تعليم الأطفال والشباب مهارات الغناء والرقص وحركات الخناجر بطريقة مباشرة وعملية، ويُساهم هذا النقل المباشر للمعرفة في استمرار ممارسة التقليد بصفته عنصراً حيّاً من التراث الثقافي، كما يشمل التعليم العفوي استيعاب الألحان والشعر المحلي، ويُمكّن ذلك الأجيال الجديدة من المشاركة الفاعلة في الاحتفالات، ويضمن الحفاظ على الأصالة والروح الخاصة بكل قبيلة في المنطقة.

تؤكد البرعة على الترابط بين الموسيقى والرقص والشعر في سياق اجتماعي واحتفالي، حيث يُمثل الأداء منصة لتبادل الخبرات وتقديم العروض المتميزة أمام الجمهور، ويُظهر ذلك مهارات التعبير الفردية والجماعية على حد سواء، كما يعزز روح المنافسة بين المشاركين في احترام التقاليد، ويُتيح المجال للتعرف على التراث الغني للمجتمع البدوي في عمان، ويبرز الدور الكبير للفنون الشعبية في صون القيم الثقافية ونقلها للأجيال القادمة.

تم إدراج البرعة في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي عام 2010، ويعكس هذا الاعتراف الدولي أهميتها الثقافية والاجتماعية والفنية، كما يساهم في حماية هذا التقليد وتعزيز مكانته بين الفنون الشعبية، ويتيح للباحثين والزوار دراسة مكوناته الموسيقية والرقصية والشعرية، ويُبرز الدور الحيوي للمجتمع المحلي في صون التراث ونقله بطريقة تفاعلية، ويعكس إدراج البرعة كأحد عناصر التراث الثقافي الحي في وديان ظفار أهمية الحفاظ على التقاليد المتنوعة في العالم المعاصر.

المصدر: صدى العرب

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار