تأسست الإسكندرية على يد الإسكندر الأكبر عام 331 قبل الميلاد، وأصبحت منذ نشأتها مركزاً حضارياً بارزاً، حيث ازدهرت فيها الحضارة الهيلنستية والرومانية والبيزنطية، وصولاً إلى دخولها تحت راية الفتح الإسلامي عام 641 ميلادية، ما جعلها مدينة متفردة بتاريخها الممتد عبر العصور، وذات دور محوري في الحياة الفكرية والثقافية والسياسية لمصر والمنطقة.
تتميز الإسكندرية بمكانة خاصة جعلتها ضمن المواقع المرشحة على القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو، حيث تسعى مصر إلى تسجيلها رسمياً كموقع تراث عالمي، ويأتي الترشيح لكونها تضم مجموعة من المعالم البارزة التي تحمل قيمة تاريخية كبيرة، وتكشف عن مراحل متعددة من تطورها العمراني والثقافي، فضلاً عن أنها ثاني أكبر مدن مصر بعد القاهرة، وتطل على البحر المتوسط بموقع استراتيجي جذب إليها التجار والرحالة والعلماء عبر العصور.
تضم المدينة عدة مواقع مرشحة للإدراج ضمن قائمة التراث العالمي، أبرزها حدائق المنتزه التراثية التي تمتد على مساحة 370 فدان، وتعد من أبرز المزارات السياحية، إذ تضم مساحات خضراء واسعة وقصوراً تاريخية وميناءً قديماً للتنزه بالقوارب، إضافة إلى منطقة قلعة قايتباي التي شيدت في عام 884 هجرية، لتكون حصناً بحرياً لحماية المدينة من هجمات العثمانيين، وما زالت حتى اليوم من أهم رموز الإسكندرية التاريخية.
يشمل الترشيح أيضاً السور الصخري للميناء القديم الذي أنشئ عام 1902، وهو شاهد على محاولات المدينة المستمرة لتعزيز بنيتها التحتية البحرية وتوثيق علاقتها بالبحر المتوسط، كما يبرز ضمن الترشيحات موقع دير أبو مينا الأثري، الذي أدرج على قائمة التراث العالمي عام 1979، ثم أدرج لاحقاً على قائمة التراث المعرض للخطر نتيجة تدهور حالته، غير أن الدولة المصرية نجحت في تنفيذ خطط حماية وترميم للمكان، ليتم رفعه عام 2025 من قائمة المواقع المهددة بالخطر.
تعكس الإسكندرية تاريخاً متنوعاً يضم شواهد على حضارات متعددة، من بينها مكتبة الإسكندرية القديمة التي شكلت رمزاً للمعرفة والعلم، ثم المكتبة الجديدة التي أعادت إحياء التراث الفكري للمدينة، كما تحتفظ الإسكندرية بالعديد من الآثار اليونانية والرومانية والمسيحية والإسلامية التي تجسد التنوع الثقافي الغني، مما يعزز مكانتها كمدينة عالمية ذات قيمة تاريخية وإنسانية كبيرة.
تعمل الدولة المصرية على تعزيز ملف ترشيح الإسكندرية للانضمام إلى قائمة التراث العالمي، عبر تنفيذ خطط تطوير للبنية التحتية للمواقع الأثرية والسياحية، وإعادة تأهيل الأماكن التراثية، وهو ما يسهم في الحفاظ على الطابع التاريخي للمدينة ويعزز من مكانتها كمركز حضاري يجمع بين الماضي والحاضر، ويؤهلها لتكون واحدة من المدن التي تستحق موقعاً ثابتاً في سجلات التراث العالمي لليونسكو.
المصدر: ويكيبيديا