الأربعاء 1447/04/16هـ (08-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » مصر » مرئي » المعالم التاريخية » أودية الصحراء الشرقية المصرية توثق التنوع البيئي وتشهد ترشيحاً دولياً لليونسكو

أودية الصحراء الشرقية المصرية توثق التنوع البيئي وتشهد ترشيحاً دولياً لليونسكو

 

تشكلت أودية الصحراء الشرقية في مصر كواحدة من المظاهر الطبيعية التي تحمل قيمة تاريخية وجغرافية فريدة، فهي تضم وادي قنا ووادي الجمال ووادي العلاقي، وكانت هذه الأودية في الماضي عبارة عن أنهار عذبة تتدفق من جبال البحر الأحمر باتجاه الصحراء الشرقية، ومع مرور الزمن جفت مياهها وتحولت إلى أودية موسمية، ومع ذلك بقيت شاهداً على تغيرات مناخية وجيولوجية هامة عرفتها المنطقة، الأمر الذي جعلها ضمن المواقع ذات الأهمية العلمية والبيئية في مصر.

تميزت هذه الأودية بخصائصها الطبيعية التي تجمع بين التنوع الجغرافي والحيوي، حيث تمثل مناطق انتقالية بين الكائنات الحية القادمة من خط الاستواء جنوباً وصولاً إلى البحر المتوسط شمالاً، ما جعلها نقطة التقاء لأنواع نباتية وحيوانية متعددة، كما ساعد هذا التنوع على خلق بيئة طبيعية متوازنة تدعم بقاء واستمرار أشكال الحياة البرية في بيئة صحراوية قاسية، وهو ما يبرز قيمتها في دراسات التنوع البيولوجي.

ارتبطت هذه الأودية بالحياة الاجتماعية والثقافية للمجتمعات البشرية منذ فترات بعيدة، فقد سكنتها قبائل قديمة وعاشت على مواردها الطبيعية المحدودة، كما استغلت طرقها المائية الموسمية في التنقل والتجارة، وشكلت الأودية ممراً مهماً لطرق القوافل التي ربطت وادي النيل بسواحل البحر الأحمر، وهو ما جعلها مراكز للتفاعل الحضاري والتبادل التجاري عبر العصور.

الصحراء الشرقية - Wikiwand

احتفظت أودية الصحراء بملامحها الجيولوجية التي تروي قصة تشكلها عبر آلاف السنين، حيث يمكن رؤية الطبقات الرسوبية والآثار التي خلفتها المياه الجارية في عصور ماضية، ما يمنحها قيمة علمية كبيرة لدراسة التغيرات البيئية القديمة، كما أنها باتت اليوم من الوجهات التي تستقطب الباحثين والمهتمين بعلوم الجيولوجيا والبيئة، إضافة إلى كونها وجهة سياحية بيئية بفضل طبيعتها البكر وتنوعها البيولوجي.

تم إدراج أودية الصحراء ضمن القائمة الإرشادية لليونسكو عام 2003 في مصر، باعتبارها مواقع تحمل قيمة بيئية وثقافية وإنسانية تستحق الدراسة والحماية، ويعكس هذا الترشيح إدراكاً متزايداً بأهمية هذه المواقع في رسم صورة أوضح عن الترابط بين الطبيعة والإنسان في التاريخ المصري، كما يعكس الحاجة إلى تعزيز الجهود للحفاظ عليها من التهديدات التي تواجهها مثل التصحر والتوسع العمراني.

إن أودية الصحراء الشرقية ليست مجرد أراضٍ جافة كما قد يبدو، بل هي سجل مفتوح يروي تاريخ الطبيعة والتفاعل الإنساني معها، وهي اليوم محط اهتمام عالمي ضمن مساعي الحفاظ على المواقع ذات الأهمية البيئية والثقافية، ما يجعلها عنصراً أساسياً في الهوية الطبيعية لمصر وركيزة يمكن أن تدعم مستقبل السياحة البيئية والبحث العلمي في المنطقة.

المصدر: اليوم السابع

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار