السبت 1447/02/22هـ (16-08-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » سلطنة عُمان » مرئي » المعالم التاريخية » 4 مواقع أثرية بعُمان توثق تاريخ تجارة اللبان القديم

4 مواقع أثرية بعُمان توثق تاريخ تجارة اللبان القديم

تُبرز سلطنة عُمان أهمية تراثها التاريخي عبر تسجيل أرض اللبان في محافظة ظفار ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 2000 ، وتضم هذه المنطقة أربعة مواقع رئيسية مرتبطة بتجارة اللبان القديمة التي ازدهرت لقرون وشكّلت محورًا اقتصاديًا وثقافيًا في جنوب شبه الجزيرة العربية.

يحتضن وادي دوكة عددًا كبيرًا من أشجار اللبان التي تنمو طبيعيًا في بيئته شبه الصحراوية ، ويُعد الوادي مصدرًا مباشرًا لإنتاج المادة الخام التي كانت تُستخدم في الطقوس الدينية والطب القديم والتجارة البحرية ، ما يجعله منطلقًا رئيسيًا في شبكة التوزيع التاريخي.

تشكّل منطقة شصر المعروفة أيضًا باسم وبار واحة قوافل محورية في طريق اللبان ، حيث كانت المحطة التي تتوقف فيها القوافل القادمة من وادي دوكة قبل مواصلة طريقها إلى الموانئ ، وتدل الآثار المكتشفة فيها على وجود بنية تنظيمية تعكس أهمية المكان في تنظيم حركة التجارة.

يُعد خور روري الميناء البحري الأبرز الذي استخدم لتصدير اللبان إلى حضارات متعددة في العالم القديم مثل مصر والهند وبلاد الرافدين ، ويضم الخور بقايا منشآت حجرية وأسوار وأسواق تعكس الأنشطة التجارية التي كانت تتم فيه ، ويشير الموقع إلى الدور البحري الحيوي لعُمان.

يعكس موقع البليد الأثري امتداد النشاط التجاري والحضري المرتبط بتجارة اللبان ، وتُظهر معالمه الأثرية نمط الحياة في المدن المزدهرة آنذاك ، حيث يحتوي على أطلال مبانٍ قديمة ومساجد وأسوار وأسواق ما زالت تحافظ على ملامحها المعمارية ، ويُعد البليد شاهدًا حيًا على ازدهار الموانئ الجنوبية.

تمثّل أرض اللبان سجلًا مرئيًا لعلاقة الإنسان بالبيئة والاقتصاد والتاريخ ، حيث استخدمت هذه المواقع لتلبية الطلب العالمي على اللبان الذي كان يُعتبر سلعة ثمينة ومرغوبة في كثير من الثقافات ، ما ربط عُمان بشبكات تجارية بحرية وبرية امتدت من المحيط الهندي إلى البحر الأبيض المتوسط.

تستقطب هذه المواقع أعدادًا متزايدة من الزوار والباحثين ، حيث توفر تجربة ثقافية غنية تتضمن التنقل بين الوادي والواحة والميناء والموقع الحضري ، كما تمثل نموذجًا حيًا للتراث العُماني العريق الذي يجمع بين التاريخ الطبيعي والبشري في صورة متكاملة.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار