كشف فريق من علماء الآثار عن بقايا بشرية في كهف هوا فطيح بمنطقة درنة شمال شرق ليبيا، ويعد الكهف واحدًا من أكبر الكهوف في العالم، ويحمل أهمية تاريخية استثنائية، إذ تحتوي البقايا على آثار عمرها مئتا ألف سنة، وتمثل شهادات حية على تطور الإنسان الأول، وتعد الكهف موقعًا أساسيًا لفهم تاريخ البشرية المبكر.
استخدم البشر الأوائل الكهف كمأوى ومكان للطقوس الاجتماعية، وتشير الاكتشافات إلى أن الموقع شهد حياة مستمرة عبر عصور ما قبل التاريخ، وتوفر الحفريات رؤى دقيقة حول أساليب الحياة، والطعام، والصيد، وتكشف الأدوات الحجرية وعظام الحيوانات عن مهارات الإنسان القديم وقدرته على التكيف مع البيئة المحيطة، مما يعزز فهم العلماء لتطور الحضارات البشرية في شمال إفريقيا.
أدرجت اليونسكو كهف هوا فطيح في القائمة الإرشادية المؤقتة للتراث العالمي، وهو ما يعكس قيمته العالمية ويسعى لحمايته من التهديدات البيئية والتدهور، ويواجه الموقع تحديات بسبب الظروف الأمنية في ليبيا، ما يعيق أعمال التنقيب والبحث، وتؤكد الجهات المعنية على أهمية الدعم الدولي لضمان استمرار الدراسات وحماية الكهف من التآكل الطبيعي والتأثيرات المناخية المتقلبة.
يقع الكهف قرب الساحل الليبي في درنة، ويتيح موقعه الجغرافي الحفاظ على البقايا الأثرية بشكل أفضل، ويجذب الباحثين الدوليين لدراسة التكوينات الجيولوجية والبشرية على حد سواء، ورغم صعوبة الوصول إلى الموقع حاليًا، إلا أن الاهتمام العالمي بالكهف يزيد مع كل اكتشاف جديد، وتبرز الحفريات المستمرة إمكانية الكشف عن أسرار إضافية حول الإنسان الأول وأنماط حياته المبكرة.
تهدد الرطوبة والتآكل الطبيعي سلامة الكهف ومحتوياته، ويؤثر المناخ المتقلب على البقايا البشرية والأثرية، ويطالب الخبراء بتمويل دولي لدعم أعمال الحماية والترميم، وتستمر الدراسات لتوفير معلومات دقيقة عن حياة الإنسان القديم في شمال إفريقيا، كما تساعد الاكتشافات في إعادة رسم تاريخ الإنسان والتفاعلات المبكرة مع البيئة المحيطة.
تساهم أهمية كهف هوا فطيح في تعزيز مكانة ليبيا كواحد من المراكز العالمية للتراث الإنساني، ويأمل الباحثون في جذب الدعم الدولي لاستكمال التنقيب والحفاظ على الموقع، ويظل الكهف رمزًا للارتباط العميق بين الإنسان وتاريخه القديم، ويبرز كمصدر فخر ومرجع علمي لدراسة الإنسان المبكر على مستوى العالم.
المصدر: ويكيبيديا
