تسعى العراق للحفاظ على إرث نيبور التاريخي وتسجيله ضمن التراث العالمي لليونسكو، وقد خضعت المدينة القديمة لحكم السومريين والأكاديين والبابليين والآشوريين والفُرس على مدار التاريخ، ويبرز فيها معبد نيبور كأهم أثر باقٍ يعكس عبق الحضارات السابقة، وقد أدرجت المدينة ضمن القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو باسمها الرسمي نيبور، ويعمل خبراء الآثار على توثيق معالمها وأهمية موقعها.
تضم نيبور آثار مدينة سومرية قديمة تقع في محافظة القادسية بالعراق، وتعد من أقدم الحواضر في العالم حيث يمتد تاريخها لنحو تسعة آلاف عام، وكانت المدينة مركزًا دينيًا للسومريين والبابليين، ومقدسة لعبادة الإله إنليل، كما مثلت مركزًا سياسيًا واقتصاديًا في فترات مختلفة من التاريخ، ويستند ذلك إلى الاكتشافات الأثرية التي تعكس تطور الحياة الحضارية في المنطقة.
يبرز في نيبور زقورة شاهقة تعتبر المعبد الرئيسي للإله إنليل، وقد اكتشف الباحثون مكتبة تاريخية تحتوي على سجلات مكتوبة وأدوات للتقويم الزراعي، بالإضافة إلى دلائل على ممارسة أولية لكرة القدم، ويشكل الموقع حلقة مهمة لفهم تطور المدن والديانات القديمة في بلاد الرافدين، وقد أثبتت الدراسات الأثرية أن المدينة كانت مركزًا علميًا وثقافيًا، مما يعزز موقفها لإدراجها على قائمة التراث العالمي.
تبذل وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية جهودًا مكثفة لاستكمال متطلبات إدراج نيبور ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، وتعمل على تجهيز الملفات الفنية والتاريخية بالتعاون مع خبراء دوليين لضمان تلبية المعايير الدولية، ويهدف البرنامج إلى حماية الموقع وتعزيز السياحة الثقافية في العراق، كما يسعى لتعريف العالم بتاريخ نيبور وأهميتها الحضارية.
يرافق ملف نيبور ملف آخر يتعلق بطريق زبيدة المعروف بطريق الحج البري الكوفي، ويتم إعداده بالشراكة مع المملكة العربية السعودية، ويهدف التعاون المشترك إلى إبراز القيم التاريخية والثقافية للمواقع، كما يشمل المشروع تبادل الخبرات بين الجانبين في مجال الترميم والحفظ الأثري، ويؤكد على أهمية دعم التعاون العربي في حماية التراث المشترك.
تسعى السلطات العراقية إلى تعزيز الوعي بأهمية نيبور من خلال برامج تعليمية ومعارض ثقافية، وقد بدأت مبادرات لتسليط الضوء على الاكتشافات الأثرية وجذب الباحثين والمهتمين من مختلف دول العالم، ويشمل ذلك تقديم دراسات مفصلة عن الحياة الدينية والاجتماعية في المدينة، ويأمل المسؤولون في أن يؤدي إدراج الموقع ضمن التراث العالمي إلى زيادة الاهتمام الدولي بالحضارة السومرية ورفع مكانة العراق الثقافية على الصعيد العالمي.
المصدر: اليونسكو
