الثلاثاء 1447/02/11هـ (05-08-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المملكة العربية السعودية » مرئي » الآثار » منطقة حِمى الثقافية في السعودية توثق 7 آلاف عام من النشاط البشري

منطقة حِمى الثقافية في السعودية توثق 7 آلاف عام من النشاط البشري

تصدّرت منطقة حِمى الثقافية جنوب غرب المملكة العربية السعودية قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2021 ، وتمثل هذه المنطقة واحدة من أكبر مجمّعات الفن الصخري في العالم ، حيث تضم آلاف النقوش والرسوم التي توثق حياة الإنسان في شبه الجزيرة العربية منذ آلاف السنين.

احتوت المنطقة على نقوش متنوّعة تصوّر مشاهد من الحياة اليومية ، وتشمل الرسوم صورًا للصيد والرعي والحيوانات البرية والنباتات ، ما يكشف عن استمرارية حضارية وثقافية امتدت لنحو سبعة آلاف عام دون انقطاع ، ويؤكد عمق الاستيطان البشري في المنطقة.

وقعت حِمى على طريق من أقدم طرق القوافل التجارية التي ربطت شمال الجزيرة بجنوبها ، وكانت محطة رئيسية للتزوّد بالماء ، حيث توجد آبار قديمة أبرزها بئر حِمى الذي يعود تاريخه إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام وما زال يفيض بالماء العذب حتى اليوم.

تميّزت النقوش المكتشفة في حِمى باستخدام خطوط متعددة ، من بينها المسند والثمودي والنبطي واليوناني والعربي ، مما يدل على التنوّع الثقافي والتواصل المستمر بين حضارات متعددة كانت تمرّ من هذه المنطقة أو تستقر بها في فترات متباينة من الزمن.

وفّرت حِمى نموذجًا فريدًا لتوثيق التطوّر اللغوي والفني في الجزيرة العربية ، حيث عكست الرسوم أساليب التفكير والاعتقاد لدى المجتمعات القديمة ، وشكّلت مرجعًا بصريًا يساعد الباحثين على دراسة ممارسات الإنسان وتفاعله مع بيئته القاحلة.

توزعت مواقع حِمى بين عدة جبال وأودية ومعالم جغرافية ، مثل جبل صيدح وجبل الكوكب ووادي المسمى وعان النعامة ووادي شسعا ، وتتميّز هذه المواقع بتنوع الرسوم وكثافتها وتوزيعها الطبيعي على الصخور بطريقة تعكس طقوسًا واحتفالات وأحداث يومية.

احتوت المنطقة أيضًا على معالم أخرى مثل المدافن القديمة والأجرام والهياكل الحجرية ، إلى جانب أدوات حجرية استخدمها السكان في الحياة اليومية أو في النشاطات الفنية والنقش على الصخور ، ما يضيف أبعادًا أخرى إلى القيمة الأثرية للموقع.

تحوّلت منطقة حِمى إلى متحف طبيعي مفتوح يمكن زيارته دون الحاجة إلى بنية معمارية ، حيث تتم دراسة المواقع على حالها ، وتُعرض الرسوم والنقوش في بيئتها الأصلية لتبقى شاهدة على تاريخ المنطقة وحضارتها الممتدة منذ العصور الحجرية.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار