اكتشف علماء الآثار مغارة شقبا الواقعة في وادي النطوف بالقرب من قرية شقبا بمحافظة رام الله في الضفة الغربية، فلسطين، وتعد المغارة من المواقع الأثرية المهمة التي تحوي طبقات أثرية ترجع للعصر الحجري الوسيط.
وقد أظهرت الحفريات وجود أدوات حجرية ومساكن بدائية تشير إلى أسلوب حياة متقدم نسبياً في تلك الفترة، كما ساهمت الاكتشافات في فهم التطور البشري المبكر في منطقة الشرق الأدنى، ويعكس الموقع التحولات الاقتصادية والاجتماعية للإنسان في نهاية العصر الحجري القديم.
أظهرت الدراسات أن الحضارة المكتشفة في المغارة سميت باسم الثقافة النطوفية، والتي ازدهرت بين 12500 و9500 قبل الميلاد، وتعتبر هذه الثقافة من أبرز المراحل في التاريخ البشري حيث بدأ الإنسان في الانتقال نحو الاستقرار والزراعة المبكرة، كما اعتمد النطوفيون على صيد الحيوانات وجمع النباتات البرية، وقد وجدت أدوات حجرية معقدة وآثار لأساليب بناء أولية تدل على مهارات متقدمة في تلك الفترة، ويقدم الموقع معلومات مهمة عن التحولات الاجتماعية والثقافية للمجتمعات البشرية في المنطقة.
توفر مغارة شقبا نموذجاً مهماً لفهم التطور الثقافي للبشر الأوائل، حيث تشير الاكتشافات إلى أن السكان كانوا ينظمون حياتهم ضمن مجتمعات صغيرة متكاملة، كما أن المواد الأثرية المكتشفة تعكس معرفتهم بالبيئة واستخدام الموارد الطبيعية بشكل مستدام.
ويعتبر الموقع مصدراً رئيسياً لدراسة تطور الأدوات الحجرية وأساليب الصيد والزراعة الأولية، ويتيح للباحثين تتبع الانتقال التدريجي من الصيد والجمع إلى الزراعة المستقرة.
يسهم الحفاظ على مغارة شقبا في تعزيز المعرفة بالتراث البشري العالمي، كما يمثل عنصراً أساسياً في دراسة التغيرات البيئية والاجتماعية في العصور القديمة، ويستفيد العلماء من الطبقات الأثرية لتحديد التسلسل الزمني للثقافات النطوفية، كما يساعد الموقع في فهم العلاقة بين الإنسان وبيئته وتأثير ذلك على تطور مجتمعاته، ويتيح أيضاً دراسة الأدوات والممارسات اليومية التي اعتمدها النطوفيون في حياتهم اليومية.
تم إدراج مغارة شقبا ضمن العناصر التي تشكل موقع القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو تحت اسم وادي النطوف ومغارة شقبا، ويعكس هذا الإدراج الاعتراف الدولي بأهمية الموقع، كما يدعم الجهود العلمية والحفاظ على التراث الأثري في فلسطين، ويعزز الوعي الثقافي والتاريخي حول المراحل المبكرة من التطور البشري، ويضع المغارة ضمن المواقع الرئيسية التي تسهم في دراسة تاريخ الإنسان والتفاعل بينه وبين البيئة.
المصدر: روسيا اليوم