الثلاثاء 1447/04/15هـ (07-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » مصر » مرئي » الآثار » معبد الأقصر.. رحلة عبر الزمن إلى قلب طيبة القديمة حيث يتلألأ التاريخ على ضفاف النيل

معبد الأقصر.. رحلة عبر الزمن إلى قلب طيبة القديمة حيث يتلألأ التاريخ على ضفاف النيل

على الضفة الشرقية لنهر النيل الخالد، وفي قلب مدينة الأقصر، يقف معبد الأقصر شامخاً شاهداً على عظمة الحضارة المصرية القديمة، إنه ليس مجرد بناء من الحجر بل هو كتاب مفتوح يحكي قصص الملوك والآلهة، صامداً لأكثر من ثلاثة آلاف وأربعمائة عام.

تعد الأقصر متحفاً مفتوحاً للعالم، ومعبدها يمثل جوهر هذا المتحف، فقد بُني هذا الصرح العظيم في حوالي عام 1400 قبل الميلاد، ليكون مخصصاً لعبادة الثالوث الإلهي آمون رع وزوجته موت وابنهما خنسو، وقد شهد العديد من الإضافات والتوسعات على يد أعظم ملوك مصر القديمة.

لم يكن المعبد مجرد مكان للعبادة، بل كان مركزاً للاحتفالات الدينية الكبرى، وعلى رأسها مهرجان الأوبت السنوي، الذي كان يشهد خروج مواكب الآلهة من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر، في مشهد مهيب يعكس عمق الإيمان والروحانية في تلك الحقبة.

عيد الأوبت.. ما علاقته باحتفال الأقصر؟ وهل اختفى من مصر؟ | سكاي نيوز عربية

أدركت منظمة اليونسكو القيمة الأثرية والتاريخية الفريدة لمدينة الأقصر ومعابدها، وقامت في عام 1979 بتسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي، تحت اسم “مدينة طيبة القديمة ومقبرتها”، وهو ما يؤكد على أهمية هذا الموقع كجزء لا يتجزأ من الإرث الإنساني المشترك.

إن إدراج المعبد ضمن قائمة اليونسكو يجعله مسؤولية عالمية، حيث يتطلب الحفاظ عليه رعاية خاصة لضمان استمرار هذا الكنز المعماري للأجيال القادمة، كما أنه يعزز مكانته كوجهة سياحية وثقافية عالمية، تستقطب ملايين الزوار سنوياً من مختلف أنحاء العالم.

يمثل المعبد تحفة فنية ومعمارية فريدة، فواجهته المزينة بالمسلات الشاهقة والتماثيل العملاقة للملك رمسيس الثاني، تثير الدهشة والإعجاب، فيما تروي جدرانه الداخلية قصصاً مصورة من حياة الفراعنة ومعتقداتهم الدينية.

تتجلى عظمة المعبد بوضوح في بهوه الكبير، الذي كان يستخدم لإقامة الطقوس والاحتفالات، وكذلك في قاعة الولادة الإلهية التي تروي أسطورة ولادة الملك، وكأنها وثيقة تاريخية حية تؤرخ لأعظم الفترات في تاريخ مصر القديمة.

إن زيارة معبد الأقصر ليست مجرد جولة سياحية عابرة، بل هي رحلة روحانية وفكرية، تأخذك إلى قلب الحضارة الفرعونية لتشعر بعظمة الملوك وقوة الآلهة، وتتأمل في قدرة الإنسان على بناء مثل هذه الصروح الخالدة.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار