الجمعة 1447/03/13هـ (05-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » مصر » مرئي » المعالم التاريخية » مسجد ومدرسة برسباي يعكسان ازدهار العمارة المملوكية بالقاهرة

مسجد ومدرسة برسباي يعكسان ازدهار العمارة المملوكية بالقاهرة

يُبرز مسجد ومدرسة السلطان الأشرف برسباي أحد أبرز الشواهد المعمارية التي خلفها العصر المملوكي في قلب القاهرة، وقد أمر السلطان الأشرف سيف الدين برسباي ببناء هذا المجمع عام 1424 ميلاديًا ليجمع بين الطابع الديني والتعليمي، حيث يتكون من مسجد ومدرسة في هيكل معماري واحد يعكس فلسفة الحكم المملوكي في ربط العلم بالعبادة.

الأثر - القاهرة الإسلامية

يُعد المجمع جزءًا من موقع “القاهرة الإسلامية” المسجل على قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو منذ عام 1979، وهو ما يعكس الأهمية العالمية التي تحظى بها المعالم التاريخية في القاهرة، كما يؤكد على القيمة الفنية والدينية لهذا البناء الذي ظل محتفظًا بعناصره الأساسية لأكثر من ستة قرون.

يجمع التصميم المعماري بين الجدران الحجرية الضخمة والزخارف الدقيقة، ويضم مئذنة مزخرفة على الطراز المملوكي، ويتوسطه صحن واسع تعلوه قبة مهيبة تزينها كتابات قرآنية وخطوط هندسية متداخلة، بينما تتوزع حوله حجرات الدراسة، وهو ما يعكس وضوح الوظيفة التعليمية التي بُني المجمع لأجلها إلى جانب وظيفته التعبدية.

يمثّل المجمع مثالًا متكاملًا على فنون العمارة المملوكية التي ازدهرت في القرن الخامس عشر الميلادي، وتُظهر تفاصيله مدى اهتمام الدولة المملوكية آنذاك بترسيخ مكانة العلماء وطلاب العلم من خلال إنشاء مؤسسات تعليمية داخل المساجد الكبرى، كما كانت المدارس المرفقة تُستخدم في تعليم الفقه والتفسير والحديث، وقد استقطبت نخبة من العلماء والمتعلمين في ذلك الوقت.

مسجد الأشرف برسباى بشارع المعز تحفة معمارية

يسهم الموقع الحالي للمسجد والمدرسة في قلب القاهرة في تأكيد عمق الامتداد التاريخي للمدينة، ويمنح المجمع مكانة خاصة ضمن سلسلة المنشآت الإسلامية الكبرى التي تحيط به، كما أن إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي يعزّز من فرص صيانته والحفاظ عليه في وجه التغييرات العمرانية والتدهور البيئي.

يعكس مسجد ومدرسة الأشرف برسباي أحد أوجه هوية القاهرة الإسلامية، ويؤكد أهمية الإرث المملوكي في تشكيل النسيج الحضاري للمدينة، ويُعد شاهدًا معماريًا على مراحل تطور العمارة الدينية والتعليمية، ويمنح الزائرين تجربة تاريخية توثق لحظة من الزمن لا تزال حاضرة بحجارتها ونقوشها.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار