الجمعة 1447/03/13هـ (05-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » مصر » مرئي » المعالم التاريخية » مسجد ومدرسة السلطان حسن يجمع بين العمارة والتعليم في القاهرة

مسجد ومدرسة السلطان حسن يجمع بين العمارة والتعليم في القاهرة

أنشأ السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون مسجد ومدرسة السلطان حسن خلال الفترة من عام 1356 إلى 1363 ميلادياً، ليكون مركزاً دينياً وتعليمياً ضخماً يعكس طموحات الدولة المملوكية في ترسيخ مكانتها، ويُعد اليوم من أبرز المعالم الإسلامية الأثرية في قلب القاهرة التاريخية.

مسجد ومدرسة السلطان حسن - إكتشف الآثار المصرية - وزارة السياحة والآثار

جاء تصميم المسجد بمقاييس غير مسبوقة في ذلك العصر، فامتاز بواجهته العالية ومساحته الواسعة وتفاصيله المعمارية الدقيقة، ما جعله من أعظم نماذج العمارة الإسلامية في العصور الوسطى، وجاء إنشاء المدرسة ضمن البناء ذاته لتضم أربعة مذاهب فقهية، ما منح الموقع بعداً تعليمياً إلى جانب دوره الديني.

تميّز المسجد بمئذنته الفريدة وبوابته الضخمة وزخارفه الهندسية التي جسدت براعة الحرفيين المملوكيين، كما أظهر البناء الاهتمام بالعناصر الوظيفية مثل الفناء الواسع والإضاءة الطبيعية وتوزيع الغرف المخصصة للطلاب، ما يعكس وعي المهندسين بتكامل عناصر العبادة والتعليم في آن واحد.

أدرجت منظمة اليونسكو المسجد والمدرسة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي عام 1979، كجزء من القاهرة الإسلامية، ليحظى الموقع باعتراف دولي بأهميته التاريخية والمعمارية، ولتصبح حمايته أولوية في إطار الحفاظ على تراث المدينة الذي يمثل تراكماً حضارياً يمتد لقرون.

احتفظ المسجد بمكانته بوصفه رمزاً معمارياً ودينياً، حيث ظل مقصداً للزوار والدارسين والباحثين، كما يُعد عنصراً أساسياً في المشهد العمراني المحيط، خاصة أنه يواجه قلعة صلاح الدين، ما يخلق توازناً بصرياً فريداً يعكس دقة التخطيط وتناسق البناء في القاهرة القديمة.

هرم العمارة الإسلامية.. مسجد السلطان حسن النموذج الأمثل للمدارس في عصر سلطنة المماليك |صور - بوابة الأهرام

استمر دور المسجد في الحياة الثقافية والدينية، كما أُجريت عليه أعمال ترميم دورية تهدف إلى حماية مكوناته من التآكل الزمني، وتم توثيق عناصره المعمارية بدقة ضمن مشروعات الحفاظ على التراث، ما ساعد في تعزيز الوعي العام بقيمته لدى الأجيال الجديدة.

يُجسد مسجد ومدرسة السلطان حسن اندماج الفكرة الدينية مع المعمار المدروس، ويُعد نموذجاً للمنشآت متعددة الوظائف التي كانت سائدة في العهد المملوكي، كما يبرهن على قدرة العمارة الإسلامية على التعبير عن السلطة والمعرفة في آنٍ واحد، ويظل شاهداً حياً على ازدهار الفن والبناء في العصر الوسيط.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار