الأربعاء 1447/04/16هـ (08-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » مصر » مرئي » المعالم التاريخية » مسجد ومدرسة أم السلطان شعبان التاريخي يعكس فخامة العمارة المملوكية في القاهرة الإسلامية

مسجد ومدرسة أم السلطان شعبان التاريخي يعكس فخامة العمارة المملوكية في القاهرة الإسلامية

 

أنشأ السلطان الأشرف زين الدين شعبان مجمع أم السلطان شعبان بين عامي 1368 و1369 م في منطقة الدرب الأحمر بشارع باب الوزير، تكريماً لوالدته خوند بركة، ويضم المجمع مسجدًا ومدرسة وضريحًا، ويعكس تصميمه الجمع بين الوظائف الدينية والتعليمية والاجتماعية، كما يظهر براعة العمارة المملوكية في الجمع بين الجمال والزخارف الدقيقة مع الوظائف العملية التي تخدم المجتمع المحلي والزائرين على حد سواء.

يمثل المجمع نموذجاً متميزاً للهندسة الإسلامية في القرن الرابع عشر، حيث تحتوي واجهته على نقوش زخرفية وخطوط عربية دقيقة، بينما تضم القاعات الداخلية للمسجد والمدرسة مساحات رحبة مناسبة للصلاة والتعليم، ويظهر التناسق بين العناصر المعمارية والديكورات الداخلية قدرة الحرفيين على الدمج بين الوظائف الجمالية والعملية، كما يعكس المجمع اهتمام المماليك بالفن المعماري وتطوير المؤسسات الدينية والتعليمية في القاهرة الإسلامية.

خدم المجمع المجتمع المحلي منذ تأسيسه، فقد كان المسجد مركزاً للصلاة والعبادة، والمدرسة مخصصة لتعليم الفقه والعلوم الدينية للطلاب، بينما أصبح الضريح مكانًا للزيارة والتقدير العائلي، وهو ما ساهم في تعزيز الحياة الدينية والثقافية والاجتماعية في المنطقة، كما عزز الروابط بين الأجيال من خلال استمرار ممارسة التعليم الديني والطقوس الإسلامية في المجمع عبر القرون.

جامع ومدرسة «أم السلطان شعبـان».. فسحة فى حضن التاريخ | الهيئة الوطنية للإعلام

تم إدراج مسجد ومدرسة أم السلطان شعبان في قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1979 كجزء من القاهرة الإسلامية، ويؤكد هذا الإدراج على الأهمية التاريخية والمعمارية والثقافية للمجمع، كما يضمن حماية دولية ويساعد في جهود الترميم والصيانة، فقد شهد المبنى على مر الزمن بعض التدهور بسبب عوامل الزمن والظروف البيئية، إلا أن عمليات الترميم الحديثة أعادت للمجمع الكثير من رونقه وأصالة تصميمه، وحافظت على الزخارف والنقوش المهمة.

يجذب المجمع اهتمام الباحثين والزوار على حد سواء، حيث يوفر تجربة مباشرة لفهم العمارة المملوكية وفنون الزخرفة الإسلامية، كما يتيح الاطلاع على تقنيات البناء والتصميم التي اعتمدتها الممالك الإسلامية في القرن الرابع عشر، ويعكس المجمع توازنًا بين الجمال والوظيفة العملية، ويقدم رؤية واضحة عن العلاقة بين السلطان والأسرة الحاكمة والمؤسسات الدينية والتعليمية في القاهرة القديمة.

يعكس مسجد ومدرسة أم السلطان شعبان أهمية التراث المعماري الإسلامي في مصر، ويساهم إدراجه ضمن التراث العالمي في إبراز القاهرة كمدينة تاريخية عالمية، كما يؤكد على التزام الدولة المصرية بالحفاظ على المباني التاريخية التي تشكل ذاكرة الحضارة الإسلامية، ويظل المجمع شاهداً حياً على الإبداع المعماري للمماليك وقدرتهم على دمج الجمال والفائدة في آن واحد، ويبرز دور المرأة في التاريخ الإسلامي من خلال تكريم الوالدات عبر إنشاء مؤسسات عامة خالدة.

المصدر: الهيئة الوطنية للإعلام

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار