الجمعة 1447/03/13هـ (05-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المغرب » مرئي » المعالم التاريخية » مسجد تينمل.. معلم تراثي يزين جبال الأطلس المغربية

مسجد تينمل.. معلم تراثي يزين جبال الأطلس المغربية

أسس عبد المؤمن بن علي مسجد تينمل عام 1156، تكريمًا للمهدي بن تومرت، في جبال الأطلس المغربية، ليصبح رمزًا دينيًا وسياسيًا للدولة الموحدية، ويقع المسجد قرب مراكش، محاطًا بالمناظر الجبلية الخلابة، ما جعل الموقع مركزًا روحيًا وثقافيًا يجمع بين العبادة والتعليم الديني، ويبرز أهميته التاريخية والمعمارية.

مسجد تنمل - Discover Islamic Art - Virtual Museum

أدرجت اليونسكو مسجد تينمل ضمن قائمتها الإرشادية المؤقتة عام 1995، تقديرًا لقيمته التاريخية والفنية، ويتميز المحراب والمنبر المزخرف بزخارف موحدية دقيقة، تعكس براعة الحرفيين المغاربة في العصور الوسطى، كما يمثل المسجد نموذجًا متفردًا للعمارة الإسلامية في المغرب، ويعكس التوازن بين الجمال الفني والوظيفة الدينية، ما يجعله مقصدًا للباحثين والزوار المهتمين بالتراث الإسلامي.

تعرض المسجد لأضرار جسيمة بسبب زلزال الحوز في سبتمبر 2023، شملت انهيار أجزاء من المئذنة والجدران، مما هدد الهيكل الأثري للمسجد، وأدى إلى توقف بعض الأنشطة الدينية والثقافية مؤقتًا، وعملت السلطات المغربية بالتعاون مع اليونسكو على تقييم الأضرار ووضع خطة شاملة للترميم، لضمان حماية الموقع والحفاظ على زخارفه وتفاصيله المعمارية الدقيقة.

كان المسجد مركزًا للتجمع الروحي والثقافي في القرن الثاني عشر، واحتوى على أماكن للعبادة والتعليم الديني، كما استقطب العلماء والموحدين من مختلف مناطق المغرب، وتظهر الدراسات أن المسجد لعب دورًا محوريًا في تعزيز الهوية الدينية والثقافية للدولة الموحدية، ويبرز كمعلم حضاري يربط بين الماضي والحاضر، ويعكس تطور العمارة الإسلامية في شمال أفريقيا.

يعود للقرن الـ12.. أضرار بالغة بـ"مسجد تينمل" الأثري جراء زلزال المغرب | القاهرة الاخبارية

تسعى الجهود المغربية والدولية لإعادة ترميم مسجد تينمل واستعادة مجده كمعلم تراثي عالمي، ويستمر الخبراء في توثيق التاريخ والفنون الزخرفية للمسجد، لضمان نقل الإرث الفني والمعماري للأجيال القادمة، كما تهدف برامج الترميم إلى تطوير الموقع سياحيًا، لاستقطاب الزوار من داخل وخارج المغرب، مع الحفاظ على أصالة المكان وأهميته التاريخية.

تساهم تينمل في إبراز الهوية الثقافية المغربية كمركز حضاري إسلامي، وتوضح براعة الإنسان القديم في الدمج بين الفن والوظيفة الدينية، ويظل المسجد شاهدًا حيًا على الإبداع المعماري للموحدين، ويبرز تاريخهم وروحهم الثقافية، كما يمثل رمزًا للتراث الإسلامي المغربي، يجمع بين الجمال الفني والدور الروحي، ويؤكد مكانة المغرب على خريطة التراث العالمي.

المصدر: القاهرة الإخبارية

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار