تتربع مسجد باب بردعين كمعلم ديني تاريخي في قلب مدينة مكناس القديمة بالمغرب، شُيد في القرن الثامن عشر بأمر من خناتة بنت بكار زوجة السلطان مولاي إسماعيل ووزيرته الأولى.
ويعكس المسجد الدور البارز للنساء في الحياة الثقافية والدينية خلال فترة الحكم العلوي، وأدرجته منظمة اليونسكو ضمن التراث العالمي عام 1996 كجزء من مدينة مكناس التاريخية، ليصبح رمزاً من رموز الإرث الديني والمعماري للمدينة.
يتميز المسجد بتصميمه المعماري التقليدي الذي يعكس مهارة الحرفيين المغاربة في تلك الحقبة، وكان مركزاً للعبادة والتجمعات الاجتماعية، ويجمع بين الجمال الفني والوظيفة الدينية، ويستقطب الزوار والباحثين المهتمين بدراسة العمارة المغربية والتراث الديني، ويتيح للمشاهدين فرصة الاطلاع على الطراز المعماري العلوي والزخارف المميزة التي تحمل بصمة التاريخ.
تعرض المسجد لأضرار عدة نتيجة مرور الزمن، حيث انهارت مئذنته عام 2010، وأعاد العاهل المغربي محمد السادس بناءها وفق التصميم الأصلي، ليعود المسجد إلى رونقه التاريخي، وتحافظ الترميمات على أصالة المكان وتبرز التفاصيل الدقيقة للزخارف المعمارية، كما تؤكد أهمية المحافظة على التراث الديني وحماية المعالم التاريخية من الانهيار والتدهور.
يقع المسجد في قلب المدينة القديمة ويتوسط الأزقة والأسواق التاريخية، ما يجعله جزءاً من النسيج الاجتماعي والثقافي لمدينة مكناس، ويعكس تأثير السلالات الحاكمة على العمارة الدينية، ويتيح للزوار فرصة فهم الحياة الدينية والاجتماعية في العصور الماضية، ويقدم تجربة ثقافية وروحية تجمع بين الجمال المعماري والبعد التاريخي، ويبرز دور المسجد ضمن التراث العالمي للمدينة.
يظل مسجد باب بردعين رمزاً للروحانية والثقافة في مكناس، ويعزز الهوية المغربية ويحث على حماية التراث العالمي، ويستمر في جذب الزوار والباحثين، ويوفر فضاءً للتأمل في التاريخ والفن المعماري، ويبرز مكانة المسجد كأحد المعالم التاريخية البارزة، ويدعو الزوار لاستكشاف إرث المدينة وفهم قيمة المواقع الدينية ضمن التراث الثقافي العالمي.
المصدر: اليونسكو