السبت 1447/02/22هـ (16-08-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » اليمن » مرئي » المعالم التاريخية » مسجد الملكة أروى.. إرث معماري وثقافي يجمع بين التاريخ والسلام

مسجد الملكة أروى.. إرث معماري وثقافي يجمع بين التاريخ والسلام

قامت الملكة أروى بنت أحمد الصليحي ببناء مسجدها التاريخي في مدينة جبلة اليمنية بين عامي 1056 و1111 ميلاديًا، ليصبح شاهدًا حيًا على عصر الدولة الصليحية وحكمها في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، ويحتضن المسجد قبر الملكة أروى، ويظل مزارًا دينيًا وتاريخيًا حتى اليوم، مما يمنحه مكانة بارزة بين المعالم الأثرية اليمنية.

يعكس المسجد الطراز المعماري الإسلامي المتداخل مع العمارة اليمنية التقليدية، مع تأثير واضح من العمارة الفاطمية نظرًا للعلاقات الوثيقة بين الدولة الصليحية ومصر في ذلك الوقت، مما يجعل بناء المسجد تحفة فنية تجمع بين ثقافات متعددة، واستخدم في البناء مواد محلية كالطين والحجر، ما يظهر كيف تأثرت العمارة اليمنية بالبيئة المحيطة.

ملف:Queen Arwa al-Sulayhi Masjid.jpg - ويكيبيديا

كان المسجد مركزًا هامًا للتعليم ونشر العلوم الدينية واللغوية، حيث توافد العلماء والمتعلمون إليه، ليصبح نقطة التقاء للعلم والثقافة، ويعكس الازدهار الفكري في عهد الملكة أروى، كما لعب دورًا أساسيًا في تعزيز روح التعايش والسلام داخل المجتمع، ويمثل رمزًا لحكمتها التي استندت إلى مبادئ العدالة والإصلاح.

يرتبط المسجد بتاريخ سياسي وعمراني مهم، إذ يمثل شهادة على فترة ازدهار اليمن، حيث كانت الملكة أروى قوة سياسية بارزة، وحكمت البلاد بحكمة وحنكة، محافظًة على استقرار الدولة في زمن شهد تحديات إقليمية ودولية، المكان يذكر الجميع بأهمية دور المرأة في التاريخ الإسلامي والعربي، ويدعو إلى التفكير في مساهماتها في بناء الحضارات.

مسجد الملكة أروى بنت أحمد الصليحي | Archiqoo

يمثل مسجد الملكة أروى اليوم موقعًا سياحيًا مهمًا، حيث يستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم الذين يرغبون في استكشاف التراث اليمني الأصيل والتعرف على المعمار الفريد الذي يجمع بين الأصالة والابتكار، وإدراجه في القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو يعزز من فرص الحفاظ عليه وصيانته.

تواجه المواقع الأثرية في اليمن تحديات كبيرة بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية، ولكن جهود الحفاظ مستمرة من خلال الوعي المجتمعي والمبادرات المحلية والدعم الدولي، ويبقى مسجد الملكة أروى رمزًا حيًا يذكر بأهمية حماية التراث الثقافي للحفاظ على الهوية الوطنية وترسيخ قيم السلام والتعايش.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار