أدرجت منظمة اليونسكو مدينة صرواح الأثرية ضمن قائمة التراث العالمي في إطار “آثار مملكة سبأ في اليمن”، بعد أن كانت عاصمة لمملكة سبأ القديمة، وتعد من أقدم العواصم التاريخية التي تحتفظ بمعالم أثرية مهمة.
تقع مدينة صرواح على بعد 142 كيلومترًا شرق صنعاء، وعلى بعد 50 كيلومترًا شمال غرب مدينة مأرب، مما يجعلها موقعًا جغرافيًا مهمًا في دراسة تاريخ اليمن القديم.
تضم صرواح معبدًا تاريخيًا يحمل اسم معبد صرواح، وهو من أبرز الآثار التي تشهد على الحضارة السبئية، ويعكس العمارة الدينية والسياسية لتلك الحقبة، كما يعبر عن تقدم المملكة في مجالات البناء والدين.
وأتاح إدراج هذه المعالم ضمن قائمة اليونسكو الاعتراف الدولي بقيمتها الثقافية والتاريخية، ما ساهم في جذب الاهتمام العالمي لحمايتها وصونها من التدهور أو الإهمال.
يأتي إدراج صرواح ضمن قائمة مواقع التراث العالمي إلى جانب مدن يمنية أخرى بارزة مثل صنعاء القديمة، وشبام حضرموت، وزبيد، والتي تشترك جميعها في تمثيل جوانب مختلفة من التاريخ والتراث اليمني العريق، وتبرز هذه المواقع دور اليمن كمركز حضاري هام في شبه الجزيرة العربية، وترسخ مكانتها في التاريخ الإنساني من خلال التنوع الثقافي والمعماري.
يساعد إدراج مواقع مثل صرواح في قائمة اليونسكو على تعزيز جهود الحفظ والصيانة، كما يفتح المجال أمام فرص تنمية السياحة الثقافية، التي تمثل مصدرًا اقتصاديًا هامًا يمكن أن يدعم المجتمعات المحلية، كما يوفر هذا الإدراج إطارًا قانونيًا ودوليًا لحماية هذه المواقع من التهديدات المختلفة التي تواجه التراث الثقافي، مثل التعديات والتغيرات البيئية.
تكشف آثار صرواح عن مراحل مهمة من تطور مملكة سبأ، وتقدم دليلًا ملموسًا على التفاعل بين الإنسان والبيئة في اليمن القديم، ما يجعلها مصدرًا غنيًا للباحثين والمؤرخين.
تتجلى في معبد صرواح التفاصيل الفنية والرموز الدينية التي تعكس منظومة المعتقدات والسياسات التي حكمت تلك الحقبة، وتساهم في فهم أوسع للتاريخ العربي القديم.