الثلاثاء 1447/04/15هـ (07-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » مصر » مرئي » المعالم التاريخية » مدينة رشيد القديمة تجمع بين التراث الإسلامي والاكتشاف الأثري العالمي الشهير

مدينة رشيد القديمة تجمع بين التراث الإسلامي والاكتشاف الأثري العالمي الشهير

تمثل مدينة رشيد القديمة واحدة من أبرز المدن المصرية التي تجمع بين التاريخ والثقافة، حيث تقع شرق الإسكندرية على فرع من فروع نهر النيل في محافظة البحيرة، وقد عرفت المدينة عبر عصور متعددة بأسماء مختلفة، إذ أشار إليها المؤرخ استرابون باسم بولبيتين باعتبارها واقعة على مصب هذا الفرع، بينما أطلق عليها اسم رخيت في الجغرافية القبطية، وهو الاسم الذي تحور إلى رشيد في اللغة العربية، أما اللاتينيون فقد سموها روزيتا أي الوردة الصغيرة، وهو الاسم الذي ارتبط لاحقاً بأشهر الاكتشافات الأثرية التي عرفتها المدينة.

احتلت رشيد مكانة مهمة عبر التاريخ المصري كونها نقطة التقاء بين البحر والنهر، فقد مثلت ميناءً رئيسياً ساهم في الحركة التجارية والبحرية للمنطقة، كما كانت مسرحاً لأحداث سياسية وعسكرية بارزة ارتبطت بتاريخ مصر الحديث، الأمر الذي جعلها شاهداً حياً على مختلف المراحل التي مرت بها البلاد من العصور الفرعونية وصولاً إلى العهد العثماني وما تلاه من فترات.

خطة الدولة لتحويل رشيد إلى مدينة سياحية عالمية بعد سنوات من الإهمال.. تنفيذ المشروع القومى لتطويرها بـ2 مليار جنيه.. و21 مشروعا تنمويا بـ254 مليون جنيه.. والانتهاء من 88% من ميناء الصيد بـ600

تزخر المدينة بالعديد من الآثار الإسلامية التي تعود إلى العصر العثماني، حيث تنتشر المساجد والمنازل الأثرية التي ما زالت تحتفظ بأصالتها العمرانية، وتظهر في تفاصيلها ملامح العمارة الإسلامية الممزوجة بالطابع المحلي، وهو ما يعكس ثراءً حضارياً يعبر عن تفاعل المجتمع مع بيئته، كما يمثل فرصة لدراسة مكونات العمارة التقليدية في دلتا النيل خلال القرون الماضية.

ارتبط اسم رشيد عالمياً بحجر رشيد الذي اكتشف عام 1799 وحمل النقوش التي فتحت الباب أمام فك رموز اللغة المصرية القديمة بفضل دراسة شامبليون، وهو ما جعل المدينة مقترنة بواحد من أهم الاكتشافات الأثرية في تاريخ علم المصريات، وقد أسهم ذلك في زيادة مكانتها على خريطة التراث العالمي، كما جعلها محور اهتمام الباحثين والزوار على حد سواء.

أدرجت رشيد في القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو تحت مسمى المعالم الأثرية والأحياء التاريخية في مدينة رشيد، وهو ما يعكس الجهود الرامية إلى إدراجها رسمياً ضمن قائمة التراث العالمي، إذ يُنظر إليها كموقع يجمع بين القيمة التاريخية والعمرانية والرمزية، ويؤكد أهمية صون هذا التراث الفريد وحمايته من التحديات العمرانية والبيئية المعاصرة التي قد تهدد أصالته.

تواصل المدينة اليوم سعيها لاستعادة مكانتها السياحية والثقافية عبر خطط تهدف إلى إبراز معالمها وإعادة تأهيل أحيائها القديمة، لتظل رشيد القديمة شاهداً على التاريخ المصري ووجهاً حضارياً يربط بين الماضي والحاضر، ويعزز من دور دلتا النيل كموطن للحضارة والهوية المصرية.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار