الجمعة 1447/02/28هـ (22-08-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » سوريا » مرئي » المعالم التاريخية » مدينة حلب القديمة.. شاهد حي على العصر الروماني والبيزنطي والمملوكي والعثماني والسَلجوقي

مدينة حلب القديمة.. شاهد حي على العصر الروماني والبيزنطي والمملوكي والعثماني والسَلجوقي

تأثرت مدينة حلب القديمة بشكل بالغ بسبب الحرب الأهلية السورية ، رغم مكانتها العالمية كأحد أبرز مواقع التراث الإنساني ، حيث تصنفها منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي لما تحمله من تنوع معماري وتاريخي يمتد لقرون طويلة ، ويعكس مزيجاً من الحضارات المتعاقبة التي تركت بصماتها في كل زاوية من زواياها.

تضم المدينة القديمة معالم معمارية متنوعة مثل القلاع والقصور والأسواق والخانات والحمامات والمدارس والمساجد التاريخية ، حيث تُمثل هذه المنشآت شواهد حيّة على عصور مثل العصر الروماني والبيزنطي والمملوكي والعثماني والسَلجوقي ، ويُعد أبرز هذه المعالم قلعة حلب التي تتوسط المدينة وتُعد من أقدم وأضخم القلاع في العالم ، وقد كانت مركزاً عسكرياً ودفاعياً لقرون عدة وشهدت تغيّرات معمارية متتابعة عبر العصور المختلفة.

مركز التراث العالمي -

يقف الجامع الأموي الكبير كأحد أبرز رموز المدينة الدينية والعمرانية ، حيث تم تشييده في القرن الثاني عشر ويتميّز بتصميمه الفريد ومئذنته الشهيرة التي دُمرت خلال النزاع المسلح ، وتنتشر حول الجامع العديد من المدارس القديمة التي أنشأها المماليك والعثمانيون مثل المدرسة الأحمدية والمدرسة الحلوية ، بينما كانت الخانات مثل خان الوزير وخان الجمرك تُستخدم لاستضافة القوافل التجارية والمسافرين الذين كانت حلب إحدى محطاتهم على طريق الحرير.

يوجد أيضاً عدد من الحمامات التاريخية التي تعود للعصور الإسلامية ، أبرزها حمام النحاسين وحمام يلبغا ، كما تتميز المدينة بأسواقها المسقوفة التي كانت تعد من الأطول والأكثر حيوية في المنطقة العربية ، وتشمل سوق العطارين وسوق السقطية وسوق خان الشونة ، وتُعرف المدينة أيضاً بأحيائها العريقة مثل حي الجديدة وحي باب الفرج وحي العقبة التي احتفظت بهويتها الاجتماعية والمعمارية رغم كل التغيرات.

لمحة تاريخية عن مدينة حلب - أنا أصدق العلم

تسببت الحرب الأهلية في دمار واسع للمدينة القديمة ، حيث تعرّضت معظم المواقع التاريخية إلى القصف والتخريب والنهب ، وتدهور حال بعضها الآخر نتيجة الإهمال وغياب عمليات الصيانة ، وهو ما جعل المدينة تُدرج ضمن قائمة مواقع التراث العالمي المهددة بالخطر منذ عام 2013 ، وتسعى الجهات المختصة محلياً ودولياً إلى تنفيذ خطط عاجلة لإعادة إعمار الأحياء المتضررة وإعادة تأهيل المباني الأثرية باستخدام المواد التقليدية.

تواجه المدينة تحديات متشابكة تتعلق بالحفاظ على هوية حلب التاريخية ، وضمان بقاء معالمها شاهدة على عراقة الحضارة التي احتضنتها لأكثر من ألفي عام ، ورغم الدمار الذي طال معظم ملامحها ، لا تزال المدينة القديمة في حلب تحتفظ بمكانة استثنائية كموقع تراثي عالمي يستحق كل جهد لإنقاذه من الانهيار ، وضمان نقله كما هو إلى الأجيال المقبلة دون طمس أو تشويه.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار