الثلاثاء 1447/04/22هـ (14-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المملكة العربية السعودية » مرئي » المعالم التاريخية » محمية جزر فرسان.. أرخبيل الشعاب المرجانية الساحر كنز طبيعي فريد في البحر الأحمر

محمية جزر فرسان.. أرخبيل الشعاب المرجانية الساحر كنز طبيعي فريد في البحر الأحمر

تُعدّ محمية جزر فرسان أرخبيلًا كبيرًا من الجزر، يقع في جنوب البحر الأحمر، ويتبع لمنطقة جازان على الساحل الجنوبي الغربي للمملكة العربية السعودية، وتتميز هذه الجزر بتكوينها الفريد، حيث نشأت بفعل الشعاب المرجانية المرتفعة عن سطح البحر، مما يضفي عليها جمالًا طبيعيًا، وتنوعًا بيولوجيًا استثنائيًا، فهي ليست مجرد جزر، بل هي واحة بيئية، تزخر بالحياة، وتُشكّل موطنًا للعديد من الكائنات البحرية، والبرية.

تحتضن محمية جزر فرسان أهم الموائل الطبيعية، ذات التنوع البيولوجي، في منطقة البحر الأحمر، ففيها توجد تجمعات كبيرة لطيور النحام، والبجع ذي الظهر الوردي، والعقاب، والنوارس، وغيرها من الطيور، التي تجد في المحمية ملاذًا آمنًا، وبيئة مناسبة للتغذية، والتكاثر، مما يجعلها وجهة مثالية لهواة مراقبة الطيور، والباحثين في علم الأحياء، وهذا يُبرز أهمية المنطقة في حماية الطيور المهاجرة، وتوفير بيئة مناسبة لها للبقاء.

ما الذي يؤهل جزر فرسان لتضم أولى محميات السعودية في اليونسكو؟ | اندبندنت عربية

تتميز المحمية أيضًا بوجود مجموعة متنوعة من الشعاب المرجانية، والرخويات، والقشريات، وأسماك الشعاب المرجانية، التي تُشكّل نظامًا بيئيًا بحريًا متكاملًا، كما تُعتبر ملاذًا للعديد من الكائنات البحرية المهددة بالانقراض، مثل الأطوم، أو “بقر البحر”، والحيتان، والدلافين، والسلاحف، وهذا يُؤكد على دور المحمية في حماية هذه الأنواع، وتوفير بيئة آمنة لها للتكاثر، والبقاء، وهذا يُشجع على دعم الجهود المبذولة، لحماية البيئة البحرية.

بفضل أهميتها البيئية، تمّ ترشيح محمية جزر فرسان في عام 2019، ووضعها في القائمة الإرشادية لليونسكو في السعودية، وهذا الإدراج يُعتبر اعترافًا عالميًا بقيمة المحمية، وضرورة الحفاظ عليها، وإبراز دورها في حماية التراث الطبيعي، وهذا يُؤكد على جهود المملكة العربية السعودية في حماية بيئتها، ودعم التنوع البيولوجي.

إنّ الحفاظ على هذه المحمية يُعدّ مهمّة وطنية، وإنسانية، فصيانتها، وتطويرها، يُمكن أن يُسهم في تعزيز الوعي البيئي، لدى الأجيال القادمة، ويُقدّم لهم فرصة للتعرف على جمال الطبيعة في بلادهم، وتقدير قيمتها، ودورها في تحقيق التوازن البيئي، فالمحمية هي رمز للأمل، والصمود، في وجه التحديات البيئية، وشهادة على قدرة الطبيعة على البقاء، والتجدد.

زيارة جزر فرسان تُقدّم تجربة فريدة لمحبي الطبيعة، والمغامرة، حيث يمكن للزائر أن يستمتع بالغوص، ومشاهدة الشعاب المرجانية الملونة، والأسماك النادرة، كما يمكنه مشاهدة الطيور المهاجرة، والاستمتاع بجمال المناظر الطبيعية، وهذا يجعل الزيارة تجربة تعليمية، وترفيهية، في آنٍ واحد.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار