سجّلت محمية جبل سمحان الطبيعية موقعها في منطقة ظفار جنوب سلطنة عُمان، حيث تُعد موطناً لتنوع نباتي فريد، ويتركز هذا التنوع في الجداول والأودية جنوب المحمية، كما تضم الهضبة المركزية أكبر تجمع لأشجار اللبان في المنطقة، ويُشكل ذلك أهمية بيئية كبيرة في الحفاظ على الأنواع النباتية المحلية، كما يُسهم في دعم الاستدامة البيئية ورفع القيمة السياحية والتعليمية للمحمية، وتُعد هذه النباتات مصدرًا للعديد من الدراسات العلمية المتعلقة بالتكيف مع المناخ الجاف وطرق الحفاظ على الغطاء النباتي.
استضافت المحمية مجموعة واسعة من الطيور والحيوانات البرية على امتداد مساحتها، كما لوحظ وجود الثدييات البحرية والسلاحف على الشواطئ المحاذية، ويُعد النمر العربي والضبع المخطط والذئب العربي من أبرز الحيوانات المفترسة فيها، إلى جانب الثعلب والنمس وغرير العسل، وتعيش الحيوانات العاشبة مثل الوعل النوبي والغزال ضمن بيئة المحمية.
ويُساهم هذا التنوع في الحفاظ على السلسلة الغذائية الطبيعية، ويعكس الدور الحيوي للمحمية في دعم الحياة البرية وحماية الأنواع المهددة بالانقراض في سلطنة عُمان.
تشكل المحمية نموذجًا متكاملاً لإدارة النظم البيئية، حيث يتم الحفاظ على النباتات والحيوانات ضمن مناطق محمية بشكل يضمن عدم تأثير النشاط البشري على التنوع البيولوجي، ويُستفاد من المحمية لأغراض البحث العلمي والدراسات البيئية، كما تُنظّم رحلات تعليمية وزيارات ميدانية لطلاب الجامعات والمؤسسات البيئية بهدف رفع الوعي المحلي والدولي بأهمية الحفاظ على البيئة، ويُسهم ذلك في تعزيز التواصل بين المجتمعات المحلية والمحيط الطبيعي، ويخلق فرصًا لتطوير السياحة البيئية المستدامة في المنطقة.
يحتل جبل سمحان مكانة مميزة في النظام البيئي الإقليمي، إذ تجمع المحمية بين التضاريس الجبلية والهضاب والسواحل، ما يوفر بيئات متعددة للأنواع النباتية والحيوانية، كما يُتيح للباحثين مراقبة تفاعل الأنواع مع بيئاتها المختلفة، ويُمثل ذلك فرصة لدراسة التنوع البيولوجي وتأثير التغير المناخي على الأنظمة الطبيعية، كما يسهم في دعم برامج الحفظ الدولي للأنواع النادرة والمهددة بالانقراض، ويعكس أهمية المحمية في الاستدامة البيئية والوعي الثقافي بالتراث الطبيعي لعُمان.
تم ترشيح محمية جبل سمحان الطبيعية عام 2013 ووضعها في القائمة الإرشادية لليونسكو في سلطنة عُمان، ويُعكس هذا الإدراج التزام الدولة بحماية تنوعها البيئي، كما يوفر قاعدة علمية لمتابعة ودراسة الأنظمة البيئية، ويعزز الجهود الدولية والمحلية للحفاظ على النظم البيئية الفريدة، ويُؤكد دور المحمية في دعم السياحة البيئية والبحث العلمي، ويضعها ضمن أهم المناطق الطبيعية التي تساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي في شبه الجزيرة العربية.
المصدر: جريدة عمان
