تقع محمية جبل الحسانية الطبيعية في ولاية نهر النيل شمال السودان، وتتميز هذه المنطقة ببيئة صحراوية وشبه صحراوية غنية بالتنوع الجغرافي، حيث تتوزع أراضيها بين الكثبان الرملية الممتدة والأودية العميقة والجبال الصخرية والتلال المتفرقة، وتشكل هذه التضاريس بيئة فريدة تسمح بوجود توازن بيئي بين النباتات والحيوانات المحلية، مما يجعلها موقعًا ذا قيمة بيئية وطبيعية عالية.
تحتوي المحمية على غطاء نباتي متنوع يتكون من شجيرات الأكاسيا والنباتات الصحراوية المقاومة للجفاف، إضافة إلى أنواع متعددة من الأعشاب، كما تعتبر موطنًا لعدد من الحيوانات البرية أبرزها غزال دوركاس المعروف بالعفري وغزال الأريل، إلى جانب الضأن البربري أو الكبش البربري والأرانب البرية، فضلًا عن القطط البرية والثعالب والحصيني، وتضم المحمية كذلك أنواعًا من الأفاعي والزواحف الأخرى التي تتكيف مع البيئة القاسية.
تم إدراج محمية جبل الحسانية في القائمة الإرشادية المؤقتة لمواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو في عام 2021، وهو ما يعكس أهميتها البيئية والثقافية، ويؤكد على ضرورة تعزيز الجهود المبذولة لحمايتها، حيث يمثل هذا الإدراج خطوة أساسية نحو نيل الاعتراف العالمي والحفاظ على الموقع من أي تهديدات بيئية أو بشرية قد تؤثر على توازن نظامه البيئي.
المحمية لا تقتصر أهميتها على قيمتها الطبيعية فقط، بل تحمل أيضًا أبعادًا ثقافية واجتماعية، إذ من المحتمل أن تكون لها مكانة خاصة لدى المجتمعات المحلية في المنطقة، سواء من خلال ارتباطها بأنماط الحياة التقليدية أو من خلال أهميتها في التراث الشعبي، وهذا الجانب الثقافي يعزز من ضرورة صونها وحمايتها من أي أنشطة غير مستدامة.
كما أن للمحمية إمكانات سياحية واعدة، إذ يمكن أن تتحول إلى وجهة للزوار الراغبين في استكشاف الطبيعة الصحراوية وتنوع الحياة البرية في بيئة نقية نسبيًا، ويتيح ذلك فرصًا لتطوير سياحة بيئية مسؤولة تسهم في تنمية المنطقة اقتصاديًا مع الحفاظ على مواردها الطبيعية، غير أن تحقيق هذا الهدف يتطلب وضع خطط إدارة مستدامة توازن بين الاستفادة السياحية والحفاظ البيئي.
المصدر: اليونسكو