تتمتع محمية الموجب الطبيعية في الأردن بمكانة مميزة بين المواقع البيئية ذات الأهمية العالمية، إذ تقع في منطقة وادي الموجب الذي يصب في البحر الميت، وهو أدنى نقطة على سطح الأرض بارتفاع يقارب 420 مترًا تحت مستوى سطح البحر، وقد منح هذا الموقع للمحمية تنوعًا بيئيًا فريدًا جعلها وجهة بارزة للعلماء والمهتمين بالطبيعة، فضلًا عن كونها مقصداً للسياحة البيئية في المنطقة.
وتضم المحمية أنظمة بيئية متنوعة تشمل الجبال والوديان والمناطق المائية، ما ساهم في توفير بيئة ملائمة لعدد كبير من الكائنات الحية، حيث تنتشر فيها نباتات طبية وعطرية إلى جانب الأشجار الصحراوية، كما تعد موطناً للحيوانات البرية مثل الوعل النوبي والضبع المخطط وأنواع نادرة من الثعالب، في حين تشكل المحمية محطة أساسية للطيور المهاجرة التي تعبر سماء الأردن سنوياً، ما يزيد من قيمتها البيئية والعلمية.
ويشير خبراء البيئة إلى أن محمية الموجب تلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على التوازن البيئي، إذ تساهم في حماية مصادر المياه الطبيعية وتثبيت التربة والحد من التصحر، كما أن إدراجها ضمن شبكة اليونسكو العالمية لمحميات المحيط الحيوي عام 2007 يعكس اعترافاً دولياً بأهميتها على المستويين الإقليمي والعالمي، وهو ما ساعد على تعزيز جهود الحفاظ عليها وزيادة الوعي البيئي محلياً ودولياً.
وتستقطب المحمية عدداً متزايداً من الزوار سنوياً بفضل مناظرها الطبيعية المميزة التي تجمع بين الجبال الشاهقة والتضاريس الصخرية والينابيع العذبة، وقد أصبحت مركزاً للأنشطة السياحية المستدامة مثل رياضة المشي في الطبيعة وتسلق الجبال ومراقبة الطيور، وهو ما يفتح المجال أمام المجتمعات المحلية للاستفادة الاقتصادية عبر مشاريع السياحة البيئية، بما يعزز من ارتباط السكان بالمحمية ويحفزهم على المساهمة في حمايتها.
كما تعمل الجهات الرسمية بالتعاون مع منظمات دولية ومحلية على تنفيذ برامج تهدف إلى دعم التنوع البيولوجي وتطوير البنية التحتية داخل المحمية، بما يضمن استقبال الزوار مع الحفاظ على استدامة الموارد الطبيعية، إضافة إلى تنظيم ورش تدريبية ومحاضرات توعوية موجهة للطلاب والمهتمين بالشأن البيئي للتعريف بقيمة المحمية وطرق الحفاظ عليها.
ويؤكد إدراج محمية الموجب الطبيعية عام 2007 ضمن القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو في الأردن على أنها واحدة من المواقع المرشحة لنيل اعتراف عالمي أكبر، حيث يمثل هذا الترشيح خطوة مهمة نحو ضمان حمايتها وصونها كجزء من التراث الطبيعي العالمي، ما يعكس حرص الأردن على إبراز تنوعه البيئي الغني والترويج له كعنصر أساسي في مسيرة التنمية المستدامة.
المصدر: البيان
