تُشكل محطة شراف جنوب الكوفة في النجف نقطة حيوية على طريق الحج التاريخي، إذ تعد جزءًا من القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو، كما كانت محطة استراحة للقوافل، وتوفر المياه العذبة للحجاج عبر آبار وأحواض مائية، مما يجسد إرث العصر العباسي ويعكس تنظيم الطرق الدينية والتجارية في التاريخ الإسلامي.
حفرت آبار المحطة في عهد الخلفاء، وربما بدأت أعمالها مع المنصور والرشيد، لتأمين المياه للمسافرين والحجاج، وقد ساعدت هذه البنية التحتية في استمرار رحلات الحج الطويلة عبر الصحراء، كما تعكس براعة المهندسين العباسيين في التخطيط والهندسة، إذ وفرت الأحواض الثلاثة الموزعة في الموقع استدامة الماء وأمانًا للقوافل خلال رحلتها نحو مكة.
يقع الموقع في ناحية الشبكة بمحافظة النجف، ويظهر أهميته في تعزيز التواصل الثقافي والديني بين المدن الإسلامية، كما يعكس درب زبيدة التاريخي عبق التراث الإسلامي، ويشكل محطة مركزية في تاريخ الحج، حيث كانت القوافل تتوقف للراحة والتزود بالمؤن، وهو ما يعكس التخطيط الدقيق الذي اتبعه العباسيون لضمان راحة الحجاج وحماية طرق السفر.
تسعى الحكومة العراقية لتسجيل محطة شراف ضمن قائمة التراث العالمي لتعزيز مكانتها الثقافية والحفاظ على هويتها التاريخية، كما تجذب الزوار والباحثين المهتمين بالتاريخ الإسلامي والتراث العراقي، إذ يظهر التنظيم المعماري للموقع كيف صُمم لتوفير الراحة والموارد للمسافرين، ويبرز دور المحطة كرمز للتواصل الحضاري والتبادل التجاري والديني بين المدن الواقعة على درب زبيدة.
تجسد شراف روح الصمود في الصحراء، إذ تحكي قصص القوافل والتضحيات التي تحملها الحجاج، كما تبرز أهمية المحطة في الحفاظ على التراث الديني والثقافي، وتستمر جهود اليونسكو للحفاظ على الموقع وتراثه العريق، إذ يمثل الموقع شاهدًا على تاريخ الحج ويعكس تفاصيل الحياة اليومية للحجاج والمسافرين عبر القرون.
تظل محطة شراف واحة خالدة في الذاكرة، إذ تجمع بين الطبيعة الخلابة والتنظيم المعماري الدقيق، وتلهم الأجيال الجديدة لاستكشاف إرث درب زبيدة الغني، كما تبرز دور العراق كمحور حضاري وثقافي، وتربط الماضي بالحاضر، فهي رمز للحضارة الإسلامية وقدرة الإنسان على التكيف مع البيئة الصحراوية في خدمة الدين والثقافة والسفر.
المصدر: ويكيبيديا