الجمعة 1447/03/13هـ (05-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » مصر » مرئي » المعالم التاريخية » مجموعة السلطان قلاوون تجسد تكامل العمارة والخدمات في العصر المملوكي

مجموعة السلطان قلاوون تجسد تكامل العمارة والخدمات في العصر المملوكي

أنشأ السلطان المملوكي المنصور قلاوون مجموعة معمارية متكاملة في قلب القاهرة التاريخية بين عامي 1284 و1285 ميلادياً، لتضم مسجداً ومدرسة وبيمارستاناً وقبة دفن، ما يعكس رؤية متقدمة في الجمع بين الوظائف الدينية والتعليمية والطبية داخل منشأة واحدة، ويجعل المجمع من أقدم الأمثلة على العمارة متعددة الاستخدامات في العالم الإسلامي.

مجموعة السلطان قلاوون " شاهدة على روعة العمارة الإسلامية " | الهيئة الوطنية للإعلام

تميّز المجمع بموقعه في شارع المعز لدين الله الفاطمي، أحد أهم الشوارع التاريخية في القاهرة الإسلامية، واحتل مكانة بارزة في الحياة اليومية خلال العصر المملوكي، حيث وفّر خدمات متنوعة للسكان وطلاب العلم والمرضى، كما ساهم في رفع مستوى التنظيم العمراني في تلك الفترة.

جمع التصميم المعماري للمجمع بين الجمال والزخرفة والتخطيط الوظيفي، إذ ضم المسجد عناصر فنية دقيقة كالزخارف الجصية والنقوش الخشبية، بينما تميزت المدرسة بتوزيعها الداخلي الذي خدم أغراض التدريس، واحتل البيمارستان مكانة بارزة بوصفه من أوائل المستشفيات المتكاملة التي شملت غرفاً للتطبيب والإقامة والعلاج.

أدرجت منظمة اليونسكو المجمع ضمن قائمة مواقع التراث العالمي عام 1979، بوصفه جزءاً من القاهرة الإسلامية، ما يعكس الاعتراف العالمي بقيمته التاريخية والمعمارية، ويدعم الجهود الهادفة إلى صونه كأحد أبرز نماذج العمارة المملوكية التي حافظت على وظيفتها وتخطيطها العام حتى اليوم.

استمر المجمع في أداء أدوار متعددة على مدى قرون، حيث استُخدم كمركز ديني وتعليمي وطبي في فترات متعاقبة، كما خضع لأعمال ترميم متواصلة ساعدت في الحفاظ على عناصره الأساسية، وشجعت على إعادة توظيفه جزئياً كموقع سياحي وثقافي يعرض تفاصيل الحياة اليومية في العصور الوسطى.

مجموعة قلاوون»... ثاني أجمل أضرحة العالم في قلب القاهرة

شكّل البيمارستان تحديداً نقلة نوعية في الخدمات الصحية بالعصر المملوكي، حيث جمع بين العناية الطبية والمراقبة الإدارية وتوفير العلاج المجاني، ما يبرز دور المجمع في تطوير الرعاية الصحية، ويعكس رؤية شاملة في تخطيط المنشآت الخدمية في الدولة الإسلامية.

استقطب المجمع اهتمام الدارسين والزوار باعتباره شاهداً مادياً على تطور الفنون الإسلامية واستخداماتها المتعددة، كما يُعد مثالاً واضحاً على دمج الجوانب الروحية والاجتماعية في تصميم المنشآت العامة، ويظل حتى اليوم نموذجاً معمارياً فريداً في سرد تاريخ القاهرة الإسلامية.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار