الثلاثاء 1447/04/15هـ (07-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » مصر » مرئي » المعالم التاريخية » مجمع صرغتمش الناصري معلم تاريخي يروي حكاية العمارة المملوكية في قلب القاهرة الإسلامية

مجمع صرغتمش الناصري معلم تاريخي يروي حكاية العمارة المملوكية في قلب القاهرة الإسلامية

 

يُعد مسجد ومدرسة الأمير صرغتمش الناصري في العاصمة المصرية القاهرة واحداً من أبرز المعالم التاريخية التي تعكس ملامح العمارة المملوكية، فقد شُيد هذا المجمع الإسلامي عام 1356 على يد الأمير سيف الدين صرغتمش الناصري أحد أبرز أمراء السلطان الناصر محمد بن قلاوون، ليكون شاهداً على قوة المماليك وحرصهم على بناء مؤسسات دينية وعلمية تسهم في ازدهار الحياة الروحية والتعليمية.

ويتميز المجمع بموقعه الفريد بجوار مسجد أحمد بن طولون، وهو ما يضعه في قلب المنطقة التاريخية التي تزخر بالمعالم الإسلامية البارزة، كما يجمع بين الطابع الديني والتعليمي حيث يضم مسجداً مخصصاً للعبادة ومدرسة لتدريس العلوم الشرعية واللغة العربية، مما يعكس الدور الحيوي الذي لعبته هذه المؤسسات في تشكيل الحياة الفكرية والدينية في العصور الوسطى.

ويُظهر المجمع عناصر معمارية فريدة تجسد براعة الحرفيين في عصر المماليك، إذ يتميز المسجد بقبة ضخمة ومئذنة مرتفعة وزخارف دقيقة تزين جدرانه الداخلية والخارجية، بينما صُممت المدرسة لتستوعب طلاب العلم وتوفر لهم بيئة مناسبة للدراسة، وهو ما يجعل المكان تحفة معمارية تمثل مزيجاً بين الوظيفة الجمالية والعملية في آن واحد.

تعرف علي مسجد ومدرسة صرغتمش الناصري | براير ناو تطبيق مواقيت الصلاة والاذان

ويكتسب المجمع أهميته العالمية بعدما تم إدراجه في قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1979 ضمن القاهرة الإسلامية، وهو ما يعكس اعتراف المجتمع الدولي بقيمته التاريخية والمعمارية، كما يضعه ضمن المواقع التي تستحق الحماية والصون باعتبارها جزءاً من التراث الإنساني المشترك، الأمر الذي يعزز من مكانة القاهرة كإحدى العواصم التاريخية الكبرى في العالم الإسلامي.

ويُنظر إلى مسجد ومدرسة صرغتمش الناصري كمعلم يعكس دور المماليك في رعاية التعليم والدين، إذ لم يكن مجرد مبنى للعبادة بل مركزاً للتعليم ونشر المعرفة بين طلاب العلم، كما ارتبط اسمه بذاكرة المدينة كأحد المعالم التي ساهمت في تشكيل الهوية الثقافية لسكان القاهرة عبر القرون، وهو ما يمنحه بعداً إنسانياً يتجاوز قيمته المادية.

وتعمل السلطات المصرية بالتعاون مع المنظمات الدولية على الحفاظ على المجمع من خلال مشاريع ترميم وصيانة تهدف إلى حمايته من التدهور، كما يتم إدماجه في المسارات السياحية التي تبرز معالم القاهرة الإسلامية، بما يسهم في جذب الزوار المهتمين بتاريخ العمارة الإسلامية وتعزيز مكانة مصر على خريطة السياحة الثقافية.

ويظل مسجد ومدرسة الأمير صرغتمش الناصري رمزاً معمارياً وتاريخياً بارزاً، فهو شاهد على ازدهار العمارة المملوكية ودورها في خدمة الدين والعلم، كما أن إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي يضيف له بعداً دولياً يعزز من قيمته، ويؤكد ضرورة استمرار الجهود لحمايته باعتباره جزءاً أصيلاً من الهوية التاريخية للقاهرة الإسلامية.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار