الجمعة 1447/03/13هـ (05-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المغرب » مرئي » المعالم التاريخية » ليكسوس.. مدينة أثرية جمعت بين الفينيقيين والرومان في المغرب

ليكسوس.. مدينة أثرية جمعت بين الفينيقيين والرومان في المغرب

استوطن الفينيقيون ليكسوس على ضفاف نهر اللوكوس، في القرن السابع قبل الميلاد، كمركز تجاري حيوي، وأصبح الموقع نقطة التقاء بين طرق التجارة البحرية والبرية، وبرزت أهميته الاستراتيجية في ربط البحر الأبيض المتوسط بالمغرب، ما جعل المدينة مركزًا اقتصاديًا وثقافيًا منذ القدم، معتمدًا على التبادل التجاري وممارسة الصناعات المحلية.

الفينيقيون يستقبلون الزوار في مدينة ليكسوس المغربية | MEO

أدرجت اليونسكو ليكسوس ضمن قائمتها الإرشادية المؤقتة منذ عام 1995، تقديرًا لقيمتها التاريخية والأثرية، ويضم الموقع آثارًا متنوعة تشمل معابد فينيقية وحمامات رومانية ومصانع لتمليح الأسماك، إضافة إلى أسوار ومنازل إسلامية، تعكس مراحل التطور الحضاري للمدينة عبر العصور، وتوضح التنوع الثقافي الذي جمع بين الفينيقيين والرومان والمسلمين، مما يعزز فهم تاريخ المنطقة.

بلغت ليكسوس ذروة ازدهارها في العصر الروماني، كمركز تجاري وحرفي بارز، ووفرت المدينة فرصًا واسعة لصناعة الأسماك وتصديرها، كما عملت كحلقة وصل للتبادل الثقافي والفني، وارتبطت أنشطة التجارة بنهر اللوكوس الذي شكل شريانًا حيويًا للمدينة، وظهر تأثيره على الاقتصاد المحلي، إضافة إلى دوره في جذب التجار والزوار من مختلف المناطق، ما جعل المدينة محط اهتمام الباحثين والتاريخيين.

واجهت آثار ليكسوس تحديات عدة، أبرزها التعرية الساحلية والمناخ الرطب، ما استدعى تكثيف جهود الترميم والحماية، وافتتاح متحف ليكسوس لعرض القطع الأثرية، مع الحفاظ على نحو 90% من الآثار المدفونة، كما أطلقت السلطات المغربية مشاريع توثيق وتنقيب للكشف عن المزيد من الآثار، بهدف ضمان استدامة الموقع وتحويله إلى وجهة تراثية عالمية، تعكس عمق التاريخ المغربي وتأثير الحضارات المتوسطية.

التفاحة الذهبية.. ليكسوس | الاقتصادية

تسعى وزارة الثقافة المغربية إلى إدراج ليكسوس ضمن قائمة التراث العالمي، لتعزيز مكانته السياحي والثقافي، وجذب الباحثين والزوار من داخل وخارج المغرب، وتعكس الجهود الوطنية التزام المملكة بالحفاظ على المواقع الأثرية، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة العرائش، كما يظهر الموقع كشاهد حي على التفاعل الحضاري بين ثقافات البحر المتوسط والمغرب العريق، ويبرز إرث الفينيقيين والرومان والمسلمين.

تستمر الدراسات الأثرية في ليكسوس للكشف عن مزيد من المعالم المخفية، وتكثيف أعمال التوثيق للحفاظ على التاريخ ونقله للأجيال القادمة، وتساهم المدينة في تعزيز الهوية الثقافية المغربية، كما تعكس أهمية النهر كممر تجاري واستراتيجي، ويبرز الموقع كرمز للتراث المغربي القديم، يجمع بين التجارة والثقافة والحضارات المتعاقبة، ويحمل قصص الفينيقيين والرومان والمسلمين، التي شكلت مسار المدينة عبر آلاف السنين.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار