تأسست لجدار جنوب تيارت، وتُعد شاهدًا على التراث الأمازيغي العريق، وتضم 13 ضريحًا جنائزيًا تعود للقرنين الرابع والسابع الميلاديين، وتدرج ضمن القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو، وتمثل الأضرحة الملكية النوميدية وتبرز مكانة المنطقة التاريخية.
تنتشر الأضرحة في منطقتين متميزتين بتيارت، حيث تتوزع ثلاثة أضرحة هرمية على الجبل الأخضر، وتحاط بعشرة قبور على جبل عراوي، وتعكس هذه التوزيعات تنوعًا معماريًا فريدًا، كما توضح قدرة الأمازيغ على الدمج بين المناظر الطبيعية والبناء الجنائزي.
تعكس الأضرحة براعة الأمازيغ في البناء، وصممت لتكريم أمرائهم القدامى، وتظهر تقنيات بناء متدرجة تجمع بين الفن والوظيفة الجنائزية، وتبرز التوازن بين الهيكلية المتينة والزخارف الفنية، ما يجعلها نموذجًا للحضارة النوميدية القديمة.
تتميز لجدار بموقعها في مرتفعات غرب مدروسة، وتقع في منطقة توسنينة بولاية تيارت، وتوفر إطلالات طبيعية خلابة، وتعزز هذه المرتفعات جاذبية الموقع كوجهة أثرية، كما تسهم في الربط بين البيئة الجغرافية والتراث المعماري.
يعود تاريخ الأضرحة إلى ما قبل الإسلام، وتبرز دورها كمركز ثقافي أمازيغي، وتعكس أهمية المنطقة في مملكة موريطانيا، كما تربط الأجيال بتاريخها العميق، وتوفر رؤية واضحة لتطور التنظيم الاجتماعي والممارسات الجنائزية للأمازيغ.
تشكل الأضرحة جزءًا من الإرث النوميدي العريق، وتظهر تنظيمًا اجتماعيًا متقدمًا، كما تبرز قيم التكريم الملكي، وتعكس قوة الحضارة الأمازيغية، وتوضح مدى اهتمام المجتمعات القديمة بتسجيل إنجازاتها وإرثها للجيل القادم.
يطلق السكان المحليون اسم “لجدار” على الموقع، ويعني الجدار أو الحائط بالعربية، ويشير إلى هيكلية الأضرحة المتينة، كما يعبر عن صلابتها عبر القرون، ويبرز التفاف المجتمع حول هذه المعالم كمصدر فخر وإرث ثقافي متواصل.
تعد لجدار جزءًا من القائمة الإرشادية لليونسكو، وتبذل جهود لتصنيفها كتراث عالمي، كما تبرز أهميتها الثقافية على المستوى الدولي، وتعزز مكانة الجزائر الأثرية، وتؤكد الدور البارز للمنطقة في حفظ التراث الأمازيغي.
تجذب الأضرحة الباحثين وعشاق التاريخ، وتوفر نظرة عميقة على الحضارة الأمازيغية، كما تشجع السياحة الثقافية، وتساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي في تيارت، وتخلق فرصًا للتفاعل مع الماضي واستكشاف تفاصيل الحياة الملكية القديمة.
تظهر لجدار تفاعلًا حضاريًا متميزًا، وتربط بين الماضي والحاضر، كما تبرز هوية المنطقة الأمازيغية، وتلهم الزوار بقصصها التاريخية، وتوضح مدى عمق الثقافة المحلية واستمراريتها عبر القرون، ما يجعلها مقصدًا للباحثين والسياح على حد سواء.
تستمر لجدار في رواية إرثها عبر الأضرحة الحجرية، وتعكس قوة الثقافة النوميدية، وتعد وجهة مثالية لاستكشاف التراث، وتجسد عبقرية البناء القديم، كما تؤكد على استدامة المعمار والتقاليد الجنائزية للأمازيغ، وتبرز قيمة المكان الثقافية والتعليمية.
المصدر: ويكيبيديا