تشتهر المناطق الجنوبية في المملكة العربية السعودية، مثل جازان وعسير والباحة، بمشروب تقليدي فريد يعرف باسم قهوة القشر، ويختلف عن القهوة السعودية التقليدية باستخدام قشور البن بدلًا من البذور نفسها، ويُفضّلها السكان المحليون لقوامها الأخف وطعمها المميز الذي يعكس الهوية الثقافية للمنطقة.
تبدأ عملية إعداد قهوة القشر بفصل قشور البن عن البذور، ثم تُنظف جيدًا وتجفف قبل أن تُحمّص على النار، وبعدها تُضاف إلى الماء المغلي حتى تكتسب النكهة المطلوبة، ويُقدّم المشروب ساخنًا في أكواب تقليدية أكبر حجمًا من فناجين القهوة السعودية، ما يعكس أسلوب الضيافة المحلي وطقوس تقديم القهوة في الجنوب.
تمنح قهوة القشر فوائد صحية متعددة للجهاز الهضمي والعصبي، كما توفر تجربة طعم أخف وأخف حدة مقارنة بالقهوة التقليدية، إذ يبرز قوامها الشفاف ونكهتها الطبيعية التي تنبع من تحميص القشور، وهو ما يجعلها خيارًا مفضلًا لدى الذين يبحثون عن مشروبات تراثية صحية ضمن الروتين اليومي.
تستند تسمية قهوة القشر إلى التقاليد المحلية في المملكة، حيث تُعرف القهوة حسب طريقة تحضيرها وطبيعة النكهة وليس نوع الحبوب، فيُطلق على القهوة السعودية اسم “سعودية” لقوامها وطريقة تحميصها، والأمر نفسه ينطبق على قهوة القشر التي تميزها طريقة الغلي الخاصة لقشور البن دون استخدام الحبوب الكاملة، ما يعكس دقة التصنيف المحلي للمنتجات التقليدية.
تعكس قهوة القشر التراث العميق للمناطق الجنوبية، إذ بقيت تحافظ على شعبيتها رغم انتشار أنواع القهوة الحديثة، ويعتمد عليها السكان في الضيافة والتجمعات العائلية، كما أصبحت جزءًا من الهوية الثقافية للمنطقة الجنوبية، حيث يربط تقديمها بين الطابع التقليدي والاهتمام بالصحة والنكهة المميزة.
تبرز قهوة القشر اليوم كرمز للأصالة والابتكار في المطبخ السعودي، فهي تجمع بين التراث والغرض الصحي وتقدّم تجربة مميزة لمحبي القهوة، وتثبت أن الموروث الشعبي يمكن أن يتطور ليظل حاضرًا في الحياة اليومية، مع الحفاظ على القيم الثقافية وروح الضيافة الأصيلة.
المصدر: سعوديبيديا
