السبت 1447/02/22هـ (16-08-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » سلطنة عُمان » مرئي » الآثار » قلعة نزوى العمانية تكشف أسرار التاريخ والتحصين والفنون

قلعة نزوى العمانية تكشف أسرار التاريخ والتحصين والفنون

تشهد قلعة نزوى في سلطنة عمان على مرحلة تاريخية حافلة تعكس مكانة المدينة السياسية والدينية والثقافية في قلب الدولة العمانية، فقد احتفظت القلعة المعروفة باسم “الشهباء” بموقعها كمركز للحكم والمعرفة على مدى قرون، حيث بناها الإمام سلطان بن سيف بن مالك اليعربي في منتصف القرن السابع عشر، وتحديدا في عام 1650.

وظلت القلعة مرتبطة بمرحلة طرد البرتغاليين من البلاد، وقد استغرق تشييد هذا البناء الفريد اثني عشر عاما، إذ بدأ العمل فيه عام 1656 وتم الانتهاء منه سنة 1668، وتميز تصميمها بالشكل الدائري الضخم المغطى بالتراب والذي لا يشبه أي قلعة أخرى في عمان، إذ يبلغ ارتفاعها 24 مترا ويصل قطرها الخارجي إلى 43 مترا، فيما يبلغ القطر الداخلي 39 مترا، وتحتوي على سبعة آبار وعدد كبير من الفتحات والمرامي الدفاعية مما منحها قوة تحصينية هائلة.

قلعة نزوى … الشهباء – الوفاق

تقع القلعة في ولاية نزوى بمحافظة الداخلية وتعد من أقدم القلاع في السلطنة، وقد ارتبطت تاريخيا بحصن متصل ذو ممرات متاهية معقدة ومواقع مخصصة للسجون وتنفيذ العقوبات، إذ كانت في الماضي مركزا للسلطة وموقعا لحماية المدينة.

وتحتوي القلعة على 480 كوة لرمي الأعداء في حال الهجوم، و240 سرجا للزينة و120 عقدا لوقوف الحراس، كما توجد بها 24 فتحة مخصصة للمدافع الكبيرة، وتجاورها قلعة العقر التي بناها الإمام الصلت بن مالك الخروصي في القرن التاسع الميلادي، والتي تم لاحقا تشييد القلعة الجديدة فوق أنقاضها بأمر من الإمام ناصر بن مرشد عام 1625، ما يعكس امتداد الإرث العمراني والسياسي المتعاقب في نزوى، وقد تنوعت استخدامات القلعة ما بين مقر للحكم ومكان لسكن الإمام وأسرته وموقع دفاعي متقدم خلال فترات الصراع.

تميزت نزوى إلى جانب دورها التاريخي بصناعاتها الحرفية التي عكست ثقافة المجتمع العماني، حيث عرف سوقها المجاور للقلعة بازدهار إنتاج المصنوعات الفضية مثل الخلاخيل والخواتم والقلائد والسيوف والخناجر، كما اشتهرت المدينة بالصناعات التقليدية كصناعة الفراش والجراب والشت المستخدم لتغطية الطعام، بينما اكتسبت صناعة ماء الورد شهرة واسعة نتيجة لزراعته في الجبل الأخضر واستخلاصه بطرق التقطير اليدوية.

Tripadvisor - Forte Nizwa - Ingresso - صورة لـ قلعة نزوى

وأسهمت الحلوى العمانية في نزوى في بناء هوية ثقافية متميزة، إذ وصلت صادراتها إلى الهند ومصر القديمة في ما كان يعرف بالحلوى الفرعونية، وقد جعل هذا التنوع في الحرف والمنتجات نزوى مركزا اقتصاديا موازيا لدورها السياسي والديني، وساهم في استمرارها كمدينة حيوية في قلب عمان عبر القرون.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار