الأربعاء 1447/04/16هـ (08-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » مصر » مرئي » المعالم التاريخية » قلعة نخل.. حصن منيع في قلب سيناء حيث تتجسد عظمة التاريخ على طريق الحجاج

قلعة نخل.. حصن منيع في قلب سيناء حيث تتجسد عظمة التاريخ على طريق الحجاج

في قلب شبه جزيرة سيناء المصرية، وتحديداً في مدينة نخل، تقف قلعة نخل شامخة، شاهدة على قرون من التاريخ العظيم، إنها ليست مجرد بناء من الحجر بل هي حصن منيع لعب دوراً محورياً في حماية قوافل الحج، وحفظ الأمن في هذه المنطقة الاستراتيجية، وقد كانت القلعة نقطة التقاء للحجاج القادمين من مصر وشمال أفريقيا، في طريقهم إلى الأراضي المقدسة.

تتمتع القلعة بموقع فريد في منتصف سيناء، مما جعلها محطة أساسية على طريق الحج والعمرة، فكانت بمثابة واحة آمنة ومأوى للحجاج الذين كانوا يقطعون الصحراء القاحلة، كما كانت مركزاً تجارياً مهماً لتبادل البضائع والسلع، وقد كان وجودها ضرورياً لضمان سلامة وأمن هذه الرحلة الروحانية.

يعود تاريخ بناء القلعة إلى القرن السادس عشر الميلادي، وتحديداً في عهد السلطان المملوكي قانصوه الغوري، الذي أمر بتشييدها لتعزيز سيطرته على المنطقة، وتأمين طريق الحجاج، وبعد ذلك، تم تجديدها وترميمها خلال العهد العثماني، مما يؤكد على أهميتها الاستراتيجية عبر العصور، واستمرار دورها الحيوي في خدمة الحجاج.

حتى تكون مزارًا سياحيًا.. إعداد مقترح لتطوير «قلعة نخل» بوسط سيناء

أدركت منظمة اليونسكو القيمة التاريخية والثقافية لهذه القلعة، وأدرجتها ضمن قائمتها الإرشادية المؤقتة، تحت اسم “قلعة النخل، محطة على طريق الحج إلى مكة المكرمة”، وهو ما يؤكد على أنها جزء لا يتجزأ من التراث الإنساني، وأنها تمثل ذاكرة حية لرحلة الحج العظيمة.

تتميز القلعة بتصميمها المعماري الفريد، حيث تحيط بها أسوار عالية وأبراج ضخمة، مما يجعلها قادرة على صد أي هجوم، كما أنها تحتوي على بئر للمياه، ومخازن للمؤن، مما يمكنها من الصمود لفترات طويلة في مواجهة الحصار، وقد صُممت بشكل يسمح لها بتحقيق أقصى درجات الحماية والأمان.

إن زيارة قلعة نخل ليست مجرد جولة سياحية عابرة، بل هي رحلة استكشافية إلى أعماق التاريخ، حيث يمكن للزائر أن يتخيل قوافل الحجاج وهي تستريح في فناء القلعة، ويشعر بعظمة الملوك الذين بنوها، وبالإيمان الذي دفع آلاف المسلمين إلى قطع الصحراء لأداء فريضة الحج.

يعد الحفاظ على هذا الموقع الأثري تحدياً كبيراً، حيث تتطلب القلعة جهوداً مستمرة للحماية من عوامل التعرية والتغيرات البيئية، وذلك لضمان استمرار هذا الكنز للأجيال القادمة، كما يتطلب الحفاظ عليه تعاوناً دولياً لضمان بقاء هذا الإرث الإنساني المشترك.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار