الثلاثاء 1447/07/03هـ (23-12-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الإمارات العربية المتحدة » مادي » الآثار » قلعة عجمان .. حصن تراثي يقدم تجربة ثقافية شاملة تجمع بين المعمار التاريخي والتراث الحي

قلعة عجمان .. حصن تراثي يقدم تجربة ثقافية شاملة تجمع بين المعمار التاريخي والتراث الحي

يُعد حصن عجمان، الواقع في قلب المدينة، بناءً تقليدياً مكوّناً من طابقين، شُيد بمواد محلية كالصخور والشعاب المرجانية والطوب اللبن، ويُعتقد أن تاريخ بنائه يعود إلى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، ويُزعم أن برج قلعة الحصن، أو برج الرياح، هو أقدم مبنى من نوعه لا يزال قائماً في دولة الإمارات العربية المتحدة.

شكّلت قلعة عجمان نقطة محورية ومركزاً رئيسياً في تاريخ إمارة عجمان وحكامها لأكثر من مائتي عام، وقد كانت رمزاً للسلطة والسيادة في المنطقة.

وتأسست عجمان كإمارة مستقلة عندما تمكن الشيخ راشد بن حميد النعيمي وخمسون من أتباعه من السيطرة الفعلية على مستوطنة عجمان الساحلية بعد صراع قصير.

توحّدت الإمارة تحت حكم النعيمي في عام 1816 أو 1817، عندما سقطت قلعة عجمان أخيراً في يد راشد وأتباعه، وتم الاعتراف براشد بصفته حاكماً لعجمان من قبل حاكم الشارقة الشيخ صقر بن سلطان القاسمي، الذي كان يدعي في السابق سيادته على عجمان.

undefined

سقط الحصن لفترة وجيزة عام 1821م في يد قوة من البدو الدرويش، لكن سرعان ما تمت إزالتهم بتدخل من الشيخ صقر بن سلطان حاكم الشارقة، مما يُظهر الأهمية الاستراتيجية للقلعة في الصراعات الإقليمية.

وشهد حكم راشد بن حميد تعرض عجمان وحصنها لقصف بحري من قبل القوات البريطانية خلال حملتها الاستعمارية عام 1819 ضد القواسم.

أدّت هذه الحادثة إلى توقيع راشد بن حميد على “المعاهدة البحرية العامة” لعام 1820، وقد تعرض الحصن للتدمير بالكامل في ذلك الوقت، وعقب ذلك، لم يدم الحكم السلمي لحميد بن راشد النعيمي طويلاً، حيث استولى شقيقه عبد العزيز بن راشد النعيمي على حصن عجمان عام 1841 وأعلن نفسه حاكماً.

قُتل عبد العزيز بن راشد عام 1848 خلال نزاع مسلح مع بلدة الحمرية المجاورة، وبعد وفاته، عاد حميد، الذي كان قد أصيب أيضاً في النزاع، ليصبح حاكماً مرة أخرى.

واستمرت القلعة كمركز للصراع حتى عام 1920، عندما استولى عليها عبد الرحمن بن محمد الشامسي، زعيم الجارة الأخرى لعجمان، وأعلن نفسه حاكماً.

لم تتم إزاحة الشامسي إلا بعد تدخل وشفاعة الوكيل المقيم البريطاني، بالتنسيق مع خالد بن أحمد القاسمي من الشارقة، وتحدى حميد بن عبد العزيز لاحقاً الوساطة البريطانية المستمرة في قضية الحيرة، مما أدى إلى تهديده بالقصف بعد رفضه دفع غرامة مفروضة عليه.

تسبب القصف اللاحق في تدمير أحد أبراج الحصن بالكامل وانهيار ثانٍ تحت نيران المدفعية، مما أجبر حميد على طلب الصلح ودفع الغرامة.

وفي العصر الحديث، انتقل راشد بن حميد النعيمي من القلعة في عام 1967، بعد أن حكم منها عجمان منذ عام 1928، وتم تحويل المبنى ليصبح المقر الرئيسي لشرطة عجمان حتى عام 1978.

خضعت القلعة لعملية ترميم شاملة في أوائل الثمانينيات بعد أن تم التخلي عنها لبعض الوقت، وهي الآن موطن لمتحف عجمان الذي يحكي تاريخ الإمارة، وتُشكل محوراً لمنطقة التراث في عجمان التي افتُتحت في أكتوبر 2020، بتكلفة 25 مليون درهم.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار