تقع قلعة السوق في مدينة الوجه بمنطقة تبوك في المملكة العربية السعودية، وتعود إلى فترة الحكم العثماني في القرن السابع عشر الميلادي.
تم تشييد القلعة عام 1276 هـ/1860 م، وتمثل نموذجًا مميزًا للعمارة الإسلامية في منطقة الحجاز، كما تعد من أقدم القلاع في المملكة.
تتمركز القلعة في موقع استراتيجي مهم داخل مدينة الوجه، التي كانت نقطة عبور حيوية للقوافل التجارية في العصور القديمة، لعبت القلعة دور الحصن العسكري الأساسي، إذ استخدمت في حماية المدينة والدفاع عنها من الأخطار الخارجية، ما جعلها حجر زاوية في تأمين طرق التجارة والحج.
تتميز قلعة السوق بشكلها المستطيل الذي يبرز تصميمًا هندسيًا مدروسًا، يحيط بها أسوار عالية تحصنها من الهجمات، وتضم القلعة عدة أبراج صغيرة وأبواب محكمة، مما يعزز قدرتها على المراقبة والدفاع، هذه الخصائص جعلت القلعة قلعة منيعة تناسب دورها العسكري في تلك الحقبة.
تحوي القلعة نقوشًا وزخارف إسلامية تزين جدرانها، وتدل على الاهتمام الفني والعمارة الرفيعة في زمن إنشائها، هذه الزخارف تعكس ذوق وفن العمارة العثمانية التي امتدت لتشمل مناطق واسعة من الحجاز، وتعطي للقلعة قيمة تاريخية وثقافية كبيرة.
قلعة السوق اليوم تعد جزءًا من مشروع طريق الحج المصري المدرج في القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو، حيث تمثل عنصرًا هامًا في هذا المسار التاريخي، هذا الموقع التراثي يربط بين الماضي والحاضر، ويعكس التراث الإسلامي العريق في المملكة.
تحظى القلعة باهتمام الجهات المعنية بالتراث في السعودية، وتُستخدم كموقع سياحي يجذب الزوار والباحثين في التاريخ والعمارة، الحفاظ عليها ودعم تطويرها يساهم في تعزيز الهوية الوطنية ويرسخ مكانة المملكة كحاضنة للتاريخ الإسلامي.
قلعة السوق تمثل شهادة حية على تاريخ المنطقة، وتبرز دورها المهم في حماية الطرق التجارية والدينية، كما تؤكد أهمية الوجه كمركز استراتيجي على الساحل الشمالي الغربي للمملكة.
المصدر: ويكيبيديا