الجمعة 1447/02/14هـ (08-08-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المغرب » مرئي » المعالم التاريخية » قصر “آيت بن حدو” المغربي معبر للتاريخ والسياحة والسينما

قصر “آيت بن حدو” المغربي معبر للتاريخ والسياحة والسينما

استقطب قصر آيت بن حدو التاريخي جنوب المغرب أنظار صناع السينما والسياح والباحثين في التاريخ والعمارة بعد أن تحول إلى فضاء متعدد الأبعاد، يجمع بين الإرث الحضاري والجمال الطبيعي والوظيفة السينمائية.

ويقع القصر على مقربة من مدينة ورزازات، ويعود في تاريخه إلى قرون بعيدة، ويحتفظ بمكانته كأحد أبرز معالم المغرب المصنفة ضمن التراث العالمي منذ عام 1987 من طرف منظمة اليونسكو.

ويجمع القصر في طابعه المعماري وموقعه الجغرافي بين عناصر الأمن والاقتصاد والجاذبية البصرية، ما جعله محطة دائمة للزوار من داخل المغرب وخارجه.

قصر أيت بن حدو - Ouarzazate.city

شُيّد قصر آيت بن حدو على هضبة تطل على وادٍ يخترق المنطقة، ما أتاح له مكانة استراتيجية حيوية تعززت بأسوار دفاعية وأبراج عالية وبيوت من الطين.

وشمل القصر مقبرتين إحداهما إسلامية والأخرى يهودية، وسوقًا وساحة وأماكن لخزن القمح، وكان هذا الفضاء في عصور سابقة مركزًا تجاريًا نشطًا يربط بين مراكش وبلاد السودان عبر وادي درعة.

وشهد القصر حضورًا بشريًا يعود إلى القرن السابع عشر أو ما قبل ذلك وفق روايات تاريخية تشير إلى تشييده الأول في القرن الحادي عشر خلال حكم الدولة المرابطية، وتمت تسميته نسبة إلى أمغار بنحدو، الحاكم الأول الذي سكنه.

يمتاز القصر بتصميمه الهندسي الذي يعكس تناغمًا واضحًا بين متطلبات الدفاع والعيش المشترك، فالجدران الطينية الشاهقة تحيط بالأزقة الضيقة، والمباني الترابية تتوزع وفق توازن عمراني يحافظ على الخصوصية والوظيفة.

ويحيط بالقصر مشهد طبيعي يتكامل مع العناصر المعمارية، فالنهر يمر بالقرب من الهضبة التي تقوم عليها البنايات، والجبال تحتضن القرية من الخلف، ما يعطي للمكان بعدًا بيئيًا نادرًا، وساهم هذا كله في جعل آيت بن حدو وجهة سياحية متواصلة الجذب، حيث يتوافد عليها آلاف السياح سنويًا، ويطلق عليها البعض اسم المتحف الطبيعي أو متحف الهواء الطلق نظرًا لطابعها الأثري المفتوح وتنوع معالمها.

قصر آيت بنحدو .. صرح معماري أصيل يدمج بين الطبيعة والتاريخ

وتحول القصر في العقود الأخيرة إلى وجهة مفضلة لصناع السينما العالمية، حيث احتضن تصوير أفلام ومسلسلات بارزة مثل “لورانس العرب”، و”المومياء”، و”الإغراء الأخير للمسيح”، و”الإسكندر الأكبر”، و”شاي في الصحراء”، و”أمير بلاد فارس”، و”عملية البحر الأحمر”، ومسلسل “صراع العروش”، ويعود ذلك إلى طابعه التاريخي ومعماره التقليدي وضوء الشمس الذي يغمره لأكثر من 300 يوم في السنة، ما يجعله استوديو طبيعيًا نادرًا.

ويعد فيلم “لورانس العرب” الذي صور عام 1962 أبرز الأعمال التي وثقت هذا القصر في ذاكرة السينما، وقد نال الفيلم سبع جوائز أوسكار، كما تم تصوير مشاهد من فيلم “المصارع” عام 2000 وسط أسواره، وأنتجت أعمال أخرى وسط القصر مثل “الإغراء الأخير للمسيح” لمارتن سكورسيزي و”المومياء” الذي استمر تصويره داخله لأكثر من أربعة أشهر.

المصدر: independentarabia

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار