الجمعة 1447/03/13هـ (05-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المغرب » قصبة مراكش تسرد تاريخ العمارة والحضارة المغربية العريقة

قصبة مراكش تسرد تاريخ العمارة والحضارة المغربية العريقة

 

تُجسد قصبة مراكش جزءاً محورياً من التاريخ المعماري والحضاري للمغرب، إذ بُنيت القصبة في القرن الثاني عشر الميلادي على يد الخليفة الموحدي يعقوب المنصور الذي أراد جعلها مركزاً سياسياً وعسكرياً بارزاً داخل المدينة، وقد شكلت منذ تأسيسها علامة فارقة في التخطيط العمراني، حيث احتضنت القصور والمساجد والأسوار والأبواب التي تعكس عظمة العمارة الإسلامية في تلك الحقبة.

عبر القرون التالية، لم تتوقف القصبة عن لعب دورها الحيوي، فقد شهدت تحولات كبيرة خلال فترة حكم السعديين في القرنين السادس عشر والسابع عشر، حيث جرى ترميمها وإعادة بنائها بما يتناسب مع مكانتها المرموقة، وكان ذلك دليلاً على استمرار أهميتها في تاريخ الدولة المغربية، مما جعلها تضم آثاراً بارزة بقيت شاهداً حياً على ازدهار المدينة.

القصبة | زيارة مراكش المغرب - أرض الفرح | الدليل الرسمي للسفر والأنشطة والفعاليات

يعد قصر البديع من أبرز المعالم داخل القصبة، حيث شيّده السلطان أحمد المنصور الذهبي ليكون تحفة معمارية تعكس قوة الدولة السعدية، وقد تميز بتصميمه الباذخ الذي جمع بين الزخارف المغربية والأندلسية، كما شكّل مركزاً للحياة السياسية والثقافية في تلك الفترة، وعلى الرغم من تضرره بمرور الزمن إلا أنه ما يزال يجذب الزوار والباحثين بفضل ما يحمله من قيمة تاريخية.

ويبرز أيضاً جامع المنصور أو جامع القصبة كواحد من أهم المعالم الدينية، حيث بُني في أواخر القرن الثاني عشر ليخدم سكان المنطقة والقصور المجاورة، وقد خضع لترميمات متعددة في عهد السعديين والعلويين، ما ساعد على الحفاظ على طابعه التاريخي، كما لا يمكن إغفال أهمية الأسوار والأبواب الشهيرة مثل باب أكناو وباب أغمات وباب دكالة، التي تعكس براعة الهندسة الدفاعية القديمة.

افضل 5 من ابواب مراكش التاريخية ننصحكم بزيارتها - المسافرون العرب

منذ عام 1985، أدرجت منظمة اليونسكو قصبة مراكش ضمن قائمة التراث العالمي باعتبارها جزءاً من النسيج التاريخي لمدينة مراكش، وهو اعتراف عالمي بمكانتها الاستثنائية التي تتجاوز حدود المغرب لتصبح إرثاً إنسانياً مشتركاً، حيث تستقطب آلاف الزوار سنوياً ممن يسعون لاكتشاف تفاصيلها المعمارية ودورها التاريخي.

قصبة مراكش اليوم ليست مجرد موقع أثري بل تمثل ذاكرة حية تحكي عن عصور ازدهرت فيها الحضارة الإسلامية بالمغرب، فهي تجمع بين العمارة والفنون والدين والسياسة، وتبقى شاهداً على التقاء الماضي بالحاضر في مدينة تُعد واحدة من أهم المراكز التاريخية في العالم الإسلامي.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار