تقع قرية سنام في الولاية الشمالية من السودان، وهي ليست مجرد قرية صغيرة، بل هي كنز أثري، وشاهد على حضارة كوشية عريقة، سكنت المنطقة منذ آلاف السنين، حيث تضمّ بقايا مدينة قديمة، ازدهرت خلال فترة “نبتة” من تاريخ المملكة الكوشية، وهذا يمنحها مكانة خاصة، ويُبرز دورها المحوري في تاريخ المنطقة، فكل زاوية في القرية، تروي قصة عن الملوك، والملكات، والكهنة، الذين حكموا المنطقة، وتركوا بصماتهم على وجه الأرض.
تُظهر بقايا المدينة الأثرية في سنام، مثل المعابد، والقصور، والمساكن، براعة المعماريين، والفنانين، القدماء، في نحت الحجارة، وبناء منشآت ضخمة، ومتينة، قادرة على الصمود أمام عوامل الزمن، والظروف البيئية، فكل معبد، وكل قصر، يروي قصة عن الجهد، والإبداع، الذي بذله الإنسان القديم في بناء حضارته، وهذا يُؤكد على أن المنطقة كانت مركزًا حضاريًا، وثقافيًا، مهمًا.
يُعدّ الموقع جزءًا من مجموعة جبل البركل ومواقع المنطقة النوبية، التي تُشكّل معًا لوحة أثرية متكاملة، تُظهر تطور الحضارة الكوشية، وتأثيرها في المنطقة، وتُبرز دورها في تاريخ البشرية، فالمعابد، والقصور، والأهرامات، في المنطقة، تُشكل جميعها جزءًا من النسيج العمراني، والثقافي، للمنطقة، وتُعبّر عن رقيّ الحياة فيها، وتطورها الحضاري.
تُظهر بقايا الأهرامات، والمقابر، تفاصيل الحياة اليومية للملوك، والملكات، في تلك الفترة، فالمجوهرات، والأواني الفخارية، والتماثيل، تُساعد الباحثين في فهم العادات، والتقاليد، التي كانت سائدة في تلك الحقبة، وتُعطي نظرةً ثاقبةً على الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، للمنطقة، ودورها في التجارة العالمية، وهذا يُشجع على البحث، والتنقيب، عن المزيد من الآثار، التي تُظهر تاريخ المنطقة، وحضارتها، ودورها في تطور الحضارة الإنسانية.
بفضل أهميتها التاريخية، والأثرية، تمّ تسجيل سنام في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 2003، كجزء من جبل البركل، ومواقع المنطقة النوبية، وهذا الاعتراف الدولي يُؤكد على القيمة الاستثنائية للموقع، وضرورة الحفاظ عليه، وصيانته، ليبقى للأجيال القادمة، وهذا يُعزّز مكانة السودان كدولة غنية بالتراث، والتاريخ، ويُبرز دورها في الحضارة الإنسانية.
المصدر: ويكيبيديا