أسست قرية ذي عين في منطقة الباحة لتصبح نموذجًا للقرى التراثية السعودية، وتبرز بعمارتها الحجرية الفريدة التي تعكس براعة الحرفيين القدماء.
وتقع القرية في محافظة المخواة على بعد 25 كم من الباحة، فوق جبل أبيض من المرو، وتعود أصولها إلى القرن العاشر الميلادي، ما يجعلها شاهدًا على العمارة التقليدية وتاريخ المنطقة العريق.
أدرجت اليونسكو القرية ضمن قائمتها الإرشادية المؤقتة ضمن تراث الباحة تقديرًا لقيمتها الثقافية والمعمارية، وتسعى السلطات السعودية إلى إدراجها رسميًا ضمن قائمة التراث العالمي لتعزيز مكانتها الدولية.
وتشهد ذي عين اهتمامًا متزايدًا من الباحثين والسياح على حد سواء، حيث تقدم القرية تجربة فريدة للتعرف على التراث المحلي والتاريخ الاجتماعي للمنطقة.
تتميز مباني القرية بطوابق متعددة تتراوح بين طابقين وأربعة، بتصاميم متناسقة تحاكي الطبيعة الجبلية المحيطة، ويُظهر استخدام الحجارة المحلية براعة الحرفيين في التشييد.
كما تحتفظ القرية بسحرها التقليدي من خلال أسطحها وأزقتها الضيقة، ويضفي موقعها على الجبل إطلالات خلابة على المنطقة، ما يجعلها نقطة جذب رئيسية للزوار الباحثين عن السياحة الثقافية والطبيعة البكر.
تشتهر ذي عين بزراعة الموز البلدي الذي يصل إنتاجه السنوي إلى حوالي سبعة أطنان، إضافة إلى زهور الكادي، وتسهم هذه الزراعة في دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز شهرة القرية، كما توفر للزوار فرصة تجربة المنتجات التقليدية المرتبطة بالبيئة المحلية، ويضيف النشاط الزراعي بعدًا ثقافيًا واقتصاديًا مهمًا للحياة اليومية في القرية.
واجهت القرية تحديات تتعلق بالحفاظ على آثارها نتيجة التعرية وتأثيرات المناخ الجبلي، وأطلقت الهيئة الملكية للباحة خططًا لترميم المباني وتعزيز الجذب السياحي، ويطالب الباحثون بتكثيف جهود التوثيق التاريخي لضمان نقل إرث القرية إلى الأجيال القادمة، كما تؤكد الدراسات أن دعم التمويل الدولي والمحلي ضروري لاستدامة الموقع كوجهة تراثية عالمية.
تعكس قرية ذي عين تناغم العمارة مع الطبيعة، من خلال تصاميمها المتناسقة مع البيئة الجبلية المحيطة، وتستمر جهود تطوير القرية سياحيًا لاستقطاب زوار دوليين مهتمين بالتراث، وتساهم في تعزيز الهوية الثقافية لمنطقة الباحة ضمن السياق السعودي الأوسع، وتظل القرية رمزًا للإبداع البشري الذي يجمع بين التراث والطبيعة في وئام فريد.
المصدر: موسوعة كيوبيديا العالمية