تُمثل العمارة الكويتية القديمة سجلاً مادياً غنياً يحكي عن نمط حياة الأجداد وقدرتهم على التكيف مع البيئة الصحراوية القاسية، اعتمد فن البناء التقليدي على مواد محلية بسيطة ومتاحة، أبرزها الطين، والجص، والحصى البحري، وجذوع النخيل، انعكست البساطة في التصميم على القيم الاجتماعية التي كانت تحكم المجتمع، حيث كانت البيوت متواضعة ومتماسكة حول فناء مركزي.
يُعد “البيت الكويتي القديم” نموذجاً معمارياً فريداً، إذ يتميز بتصميمه الذي يراعي متطلبات المناخ، تُبنى الجدران سميكة لحماية السكان من حرارة الصيف القاسية وبرودة الشتاء، بينما تكون النوافذ صغيرة ومحصورة، مما يقلل من دخول أشعة الشمس المباشرة والغبار إلى الداخل.
تتركز الحياة اليومية داخل فناء مركزي يُعرف باسم “الحوش”، وهو بمثابة القلب النابض للمنزل، يُحيط الحوش بالغرف الرئيسية، ويوفر مساحة مفتوحة للتهوية والتجمع العائلي، تُبنى الغرف الرئيسية مثل “الديوانية” (مكان استقبال الضيوف) و”الليوان” (رواق مفتوح) حول هذا الفناء، مع مراعاة الخصوصية التامة.

يُعتبر “الجص” (مادة من كبريتات الكالسيوم) مادة أساسية استخدمت في كسوة الجدران، واستُخدم أيضاً كعنصر زخرفي بارز، برع الحرفيون المحليون في فنون “نقش الجص”، حيث زينوا واجهات الديوانيات والنوافذ بزخارف هندسية ونباتية دقيقة، تُشكل هذه الزخارف دليلاً على الذوق الرفيع والمهارة الفنية التي تميز بها البناء الكويتي التقليدي.
تُعد “الأبواب والنوافذ الخشبية” ذات النقوش الهندسية المعقدة عنصراً معمارياً لافتاً، كانت تُصنع في الغالب من خشب الساج المستورد من الهند، وتُطلى باللون الأخضر والأزرق، يُضفي الخشب على الواجهات دفئاً وجمالية، مع المحافظة على الخصوصية بفضل التصميم الشبكي أو المخرم للنوافذ.
يُشكل المسجد التقليدي والسوق القديم أيضاً معالم أساسية للعمارة الكويتية، إذ يُظهر المسجد بساطة المئذنة المربعة والمصنوعة من الطين، بينما يتميز السوق بتصميمه المغطى لحماية التجار والمتسوقين من حرارة الشمس، تظل هذه الآثار المعمارية شاهدة على هوية الكويت التي حافظت على أصالتها رغم التطور العمراني الهائل.
المصدر: ويكيبيديا