سجلت فكيك مكانتها كمركز للقوافل التجارية، في شرق المغرب، عبر العصور المختلفة، وتطورت حولها الواحة، التي تعتمد على زراعة التمور، كمصدر اقتصادي أساسي، وأصبحت حلقة وصل بين شمال إفريقيا والصحراء الكبرى، ما جعلها نقطة استراتيجية للتجارة والنقل، وتعكس ديناميكيات الحياة الاقتصادية للمنطقة.
اكتشف الباحثون جنوب الواحة، مجموعة من الرسوم الصخرية، تعود إلى العصر الحجري، وتوضح تفاعل الإنسان القديم مع بيئته المحيطة، وتكشف ممارساته اليومية والثقافية، كما تشير إلى احتمالات وجود طقوس دينية، ويعمل علماء الآثار على توثيقها ودراسة الرموز المنحوتة، لضمان نقل المعرفة إلى الأجيال القادمة، وتقديم فهم أوسع لحياة الإنسان القديم في المنطقة.
سعت السلطات المغربية لإدراج فكيك ضمن قائمة التراث العالمي، بعد تسجيلها في القائمة الإرشادية لليونسكو، تحت اسم واحة فكيك، تقديرًا لقيمتها التاريخية والثقافية، ويهدف هذا الإدراج لتعزيز مكانتها السياحية، وجذب الباحثين والزوار، وإبراز الدور الحضاري للواحة في التراث المغربي، ويعكس المشروع الوطني التزام المملكة بالحفاظ على المواقع التاريخية المهمة، ودعم الهوية الثقافية للمنطقة.
واجهت الرسوم الصخرية تحديات عدة، أبرزها التعرية الطبيعية وتأثير المناخ الجاف، ما دفع الجهات المختصة إلى تكثيف أعمال الحماية والترميم، وإجراء تنقيبات أثرية محدودة، لكشف المزيد من النقوش والرسوم، وتوثيق التاريخ المادي للموقع، وتعمل فرق متخصصة على وضع خطط مستدامة لضمان استمرار حماية التراث، وضمان قدرة الموقع على استقبال الزوار دون التأثير على عناصره التاريخية.
تساهم الواحة في إبراز الهوية الثقافية للمنطقة، وتعكس أهمية زراعة التمور في استدامة المجتمع المحلي عبر العصور، كما تظهر فكيك كشاهد على التفاعل البشري مع البيئة الصحراوية، وتعكس كيف استفاد الإنسان القديم من الموارد الطبيعية، وطبّق مهاراته في الزراعة والتجارة، وتوضح الرسوم الصخرية ممارساته اليومية، إضافة إلى دوره كمركز حضاري يعكس الترابط بين الإنسان والطبيعة.
تستمر جهود تطوير الموقع سياحيًا، لجذب الزوار من داخل وخارج المغرب، وتعزيز التبادل الثقافي والعلمي، ويطالب الخبراء بزيادة دعم المشاريع التراثية، بما يضمن صون الإرث ونقله للأجيال القادمة، ويبرز الموقع كرمز للتراث القديم، يجمع بين الطبيعة والإبداع البشري، ويعكس تاريخ القوافل والواحات المغربية، كما يعزز فهم العلاقات التجارية والثقافية التي ربطت المغرب بمحيطه الإقليمي عبر التاريخ.
المصدر: إندبندنت عربية