اعتمدت عدة دول متوسطية نمطًا غذائيًا يجمع بين البساطة والتنوع، وتمكنت هذه العادات الغذائية من نيل اعتراف رسمي من منظمة اليونسكو عام 2013، لتدرج ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي، حيث تمثل هذه الممارسات انعكاسًا لتقاليد شعوب تنتمي لمناطق متعددة مثل المغرب، وإسبانيا، وإيطاليا، والبرتغال، وقبرص، واليونان، وكرواتيا، وتجمع بينها الروح المشتركة القائمة على احترام الطبيعة والاعتدال الغذائي والمشاركة الاجتماعية.
تميز هذا النظام الغذائي باعتماده على تناول كميات كبيرة من الخضروات والفواكه الطازجة، والحبوب الكاملة مثل القمح والأرز، والبقوليات التي تشكل مصدرًا أساسيًا للبروتين النباتي، كما يحتل زيت الزيتون مكانة مركزية في هذا النمط، حيث يُستخدم بكثرة في الطهي وتحضير السلطات، ويعتبر المصدر الرئيسي للدهون الصحية، وتكمن أهميته في احتوائه على مضادات أكسدة طبيعية ومركبات مفيدة لصحة القلب.
تناول سكان حوض البحر المتوسط الأسماك بشكل منتظم، خاصة الأسماك الدهنية الغنية بالأحماض الدهنية أوميغا 3، ويعتمدون في ذات الوقت على استهلاك معتدل للألبان ومشتقاتها، مثل الجبن والزبادي، بينما يقتصر تناول اللحوم الحمراء على مناسبات متباعدة وبكميات قليلة، مما ساعد على تقليل معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري من النوع الثاني.
ارتبطت هذه العادات الغذائية بنمط حياة نشط، إذ ترافقها عادة ممارسة المشي والنشاط البدني المنتظم، وتسهم الأجواء الاجتماعية المرافقة لتناول الوجبات الجماعية في تعزيز الروابط الأسرية، وتوفير بيئة صحية تدعم الجسد والنفس معًا، حيث لا تقتصر الأهمية على نوعية الطعام، بل تمتد إلى طريقة تناوله والسياق الاجتماعي المصاحب له.
احتفظت كل دولة من دول الحوض المتوسطي بطابعها الخاص في تحضير الأطباق والمقبلات، حيث تنتشر السلطات مثل السلطة اليونانية والمتوسطية، وتعد أطباق الحمص والمتبل من أبرز المقبلات، بينما تشمل الأطباق الرئيسية وجبات مثل المسقعة، والمحاشي، واليخنات، والأسماك المشوية، أما الحلويات فتعتمد غالبًا على الفواكه الطازجة والمجففة واستخدام زيت الزيتون في وصفاتها.
المصدر: ويكيبيديا