اكتشف علماء الآثار طلميثة، أو بتوليمايس، كمدينة أثرية في شمال شرق ليبيا، أسسها الإغريق ضمن المدن الخمس الليبية، وازدهرت كعاصمة إقليم برقة في العصر الروماني، وتُظهر آثارها العمارة الإغريقية والرومانية بوضوح، كما كانت مركزًا تجاريًا وثقافيًا نابضًا بالحياة، وتكشف بقاياها تنوع النشاطات الحضرية آنذاك.
يُدرج الموقع ضمن القائمة الإرشادية لليونسكو، ويُعترف به كتراث عالمي ذي أهمية، ما يجذب الباحثين والسياح من مختلف أنحاء العالم، وتكشف الحفريات عن مسارح ومعابد وأسواق قديمة، كما تُبرز النقوش الفنية تفاصيل دقيقة تعكس حيوية المجتمع في العصور الماضية.
يمثل الموقع التقاء حضارات متنوعة، إذ امتزجت فيه التأثيرات الإغريقية والرومانية، وتُظهر الفسيفساء إبداع الفنون القديمة، غير أن طلميثة تواجه تحديات بيئية وأمنية، إذ تؤثر العوامل الجوية على البقايا الحجرية، وتتطلب حماية الموقع جهودًا دولية مكثفة لضمان استمرارية صونه.
تسعى ليبيا لتعزيز مكانة طلميثة سياحيًا من خلال خطط تطوير البنية التحتية المحيطة بالموقع، ويُعزز ذلك السياحة الثقافية في إقليم برقة، كما تُشكل المدينة رابطًا بين الماضي والحاضر، إذ تلهم زوارها بقصص الحضارات القديمة وتُعد رمزًا لتراث ليبيا العريق، وتبرز الاكتشافات تفاصيل الحياة اليومية، بما يشمل أدوات منزلية وفسيفساء، وتُظهر براعة الحرفيين آنذاك.
يُسهم الموقع في تعزيز الهوية الثقافية الليبية ويُعتبر جزءًا من التراث الوطني، ويدعو الزوار لاستكشاف تاريخ المنطقة بعمق، وتستمر الأبحاث لكشف المزيد من أسرار طلميثة، حيث تُجرى الحفريات بعناية لحماية البقايا، وتُتوقع اكتشافات تُثري المعرفة التاريخية وتزيد من فهم الحضارات المتعاقبة على المدينة.
تجسد طلميثة عبقرية العمارة الإغريقية والرومانية وتبرز تنوع الحضارات في ليبيا، وتبقى شاهدة على عظمة إقليم برقة، وتعزز الجهود الدولية حماية هذا الموقع الفريد، ما يُسهم في الحفاظ على التراث العالمي، وتظل طلميثة كنزًا أثريًا خالدًا يستقطب الباحثين والسياح ويُثري الهوية الثقافية الليبية.
المصدر: العين الإخبارية
