السبت 1447/02/15هـ (09-08-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » البحرين » مرئي » المعالم التاريخية » طريق اللؤلؤ في البحرين يوثق ماضي الجزيرة الاقتصادي البحري

طريق اللؤلؤ في البحرين يوثق ماضي الجزيرة الاقتصادي البحري

يُبرز “طريق اللؤلؤ” في البحرين وجهًا مهمًا من الذاكرة التاريخية والاقتصادية للجزيرة، بعد أن جرى تسجيله رسميًا ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 2012، وهو ما يعكس قيمته كموقع ثقافي حيّ يحكي ماضيًا ما زالت آثاره ماثلة في المباني والمعالم وشهادات من شاركوا في تلك المرحلة.

ويمتد الطريق بطول 3.5 كيلومتر في مدينة المحرق، ويضم سبعة عشر مبنى تاريخيًا، إضافة إلى مسار مخصص للزوار يربط هذه النقاط ببعضها في تسلسل متكامل يسرد سيرة اللؤلؤ في البحرين منذ الغوص وحتى التجارة العالمية.

قلعة بوماهر .. بوابة طريق اللؤلؤ

يمثل “طريق اللؤلؤ” توثيقًا بصريًا واجتماعيًا لمرحلة مهمة سبقت اكتشاف النفط في المنطقة، حين كانت تجارة اللؤلؤ تشكل الدعامة الأساسية للاقتصاد الوطني، وتعتمد عليها أسر بحرينية بأكملها في معيشتها، سواء من خلال العمل في الغوص أو في تصنيعه وتسويقه وتصديره.

ويوفر الطريق لزواره فرصة للاطلاع المباشر على أدوات وتقنيات الغوص التي كانت تُستخدم، ويكشف عن بيئة العمل التي خاضها الغواصون والتجار وقادة السفن، وسط ظروف مناخية واقتصادية واجتماعية خاصة، دون اللجوء إلى وسائل العرض الحديثة، بل من خلال المساحات الأصلية التي ظلّت شاهدة على هذه التفاصيل.

يتضمن “طريق اللؤلؤ” عدة عناصر تعزز فهم هذه المرحلة، تبدأ من قلعة بو ماهر الواقعة في مدخل الطريق والتي تُستخدم مركزًا للزوار، مرورًا ببيت الغوص الذي يضم أدوات الغوص التقليدية، وبيت الجلاهمة وهو أحد المقرات التاريخية لتجار اللؤلؤ، إضافة إلى سوق القيصرية الذي ما زال يحافظ على نشاطه التجاري مع بصمات الماضي، ويشمل محالّ أصلية استخدمت في تجارة اللؤلؤ.

كما يحتوي الطريق على مجلس سيادي المعروف بتصميمه المعماري المحلي، وعمارات يوسف فخرو التي تمثل مباني تجارية عريقة، وبيت النوخذة الذي يعرض حياة قائد السفينة وتفاصيل مهمته في الرحلات البحرية، وأيضًا بيت ومسجد سيادي الذي يجمع بين البُعد الديني والاجتماعي ويُظهر الترابط بين النشاط البحري والحياة اليومية في ذلك الزمن.

قلعة بوماهر .. بوابة طريق اللؤلؤ

يشمل الطريق أيضًا ثلاث مغاصات لؤلؤ تقع شمال البحرين، وتعد جزءًا من التراث البيئي المائي الذي ارتبط بمهنة الغوص، حيث كانت هذه المغاصات معروفة لدى الغواصين ويتم تحديدها بحسب مواسم الصيد والتيارات البحرية، ما يعكس معرفة دقيقة بعلم البحار وتقلباته.

ويمنح الموقع للزائر تجربة شاملة، لا تقتصر على الجانب المادي فقط، بل تمتد لتشمل البعد الإنساني والاجتماعي، إذ ترتبط القصص الشخصية والروابط العائلية وصور المعاناة والأمل بقصة اللؤلؤ منذ أن كان حرفة فردية حتى أصبح تجارة عالمية ومصدر فخر وطني.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار